بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
الاسم:هشام بن موسى
تاريخ الازدياد:16 ماي 1980 -وافق -قدرا-اليوم الأسود-
الدراسة:
-سنة 1997شهادة تقديرية للتميز في اللغة الاسباني من junta laboral de andalucia بعد حصولي على النقطة الأولى في اللغة الاسبانية بأكاديمية فاس.
-سنة 1999 شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن شعبة الآداب العصرية.
-سنة 2000 مستوى السنة الثانية شعبة اللغة الاسبانية و آدابها كلية الآداب و العلوم الانسانية سيدي محمد بن عبد الله ظهر المهراز.
-2001/2002 دبلوم مركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي بالعرائش.
– 2002/2003 تعييني أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس تيزي وسلي التابعة لنيابة تازة.
-16 يونيو 2003 بداية اعتقال تعسفي كلل بحكم جائر -سنتين من السجن الفعلي – صاحبه الحرمان من الوظيفة و من مجموعة من الحقوق المدنية سيأتي ذكرها لاحقا.
-27 يونيو 2005 مغادرة الأسوار الضيقة الى أسوار أوسع نظريا بعدما كسر الجناح و هيء لنا واقع مليء بالتعقيدات و التضييقات و المضايقات و التي سأخبركم ببعضها لاحقا.
الحالة العائلية:متزوج و أب لثلاثة أطفال أكبرهم وليد المحنة أيمن 10 سنوات و أوسطهم نسيم الروح رجاء و أصغرهم البلسم حسام.
المنشور التالي سأورد فيه الوثائق مع صور أسرتي الصغيرة شريكتي في المحنة و المعاناة و المظلمة.
باختصار و قبل البداية:
بعد ورود اسمي على لسان بعض أصدقاء الدراسة الموقوفين ، اعتقلت ليلة الثلاثاء 16 يونيو و قد كان الاعتقال بشكل مهين في ساعة متأخرة من الليل حيث اقتحم البيت من طرف رجال أمن بلباس مدني و عبث بمحتوياته و انتهكت حرمات ساكنيه.
تم اقتيادي لمقر ولاية الأمن ليبدأ مسلسل التعذيب الجسدي و المعنوي بغية انتزاع اعترافات بأشياء كنت أسمع بها لأول مرة.-ربما مستوحاة من فيلم المهمة المستحيلة-.
بعد فشل -رجال الأمن-في فبركة ملف أسود -للعبد الضعيف- يلقي به سنوات في غيابات السجن و احساسهم بأن الجسد الهزيل لم يعد يقوى على أساليب تعذيبهم القاسية نقلت الى المعتقل السري الرهيييييييب -تمارة-.
كان ذلك بيوم الخميس و كنت صائما لكن اغراء الوجبة الشهية التي قدمت لي و الاسهال الذي اصبت به جراء الاستقبال المرعب جعلاني أفطر لأعلم فيما بعد أن شعارهم في تلك الحفرة المرعبة هي <<كل باش تقول>> هههه كانوا يسمنونني حتى يتحمل جسدي -المنهك سابقا- لفح السياط
-كي لا أطيل- تعذيب-الزام بتوقيع محاضر دون قراءتها-ترهيب-اكمال المسرحية أمام قاضي التحقيق-بصمة القاضي التي قضت على كل الآمال في احقاق الحق.
سنتين سجنا نافذة تخللها حرمان من كافة الحقوق السجنية.كان فيها نضالات -اضرابات عن الطعام-عقوبات اضافية…..
الافراج مع الحرمان من الوظيفة و من أجرتي عن سنتين من العمل الفعلي تقريبا-الرابيل-
مساوماااااات للعمالة قوبلت بالرفض من جهتي فكان العقاب مزيد من التضييق و أسأل الله أن يلطف بنا فيما هو آت.
قمت بعدة اتصالات بمسؤولين و جمعيات و هيئات حقوقية فكان ردهم أنهم سيتابعون ملفي لكن الحقيقة أنه لا متابعة.
1-بداية القصة:
كانت باعتقال صديق الطفولة و الدراسة <ع ف> بطريقة هوليودية و مرعبة .وصلني الخبر كالصاعقة و كانت أول مرة تشهد فيها عائلتي بكائي بشكل هستيري و نحن نتحدث عنه و لم نكن نعلم أن الظلم الذي طاله سننال نصيبنا منه بعد أيام قليلة.
بدأت معنا الأحداث و بشكل مفاجئ باقتحام مجموعة من رجال الأمن بزي مدني للبيت دون سابق انذار وسط ذهول الجميع و لولا لطف الله لوقعت الكارثة حيث حسبناهم لصوصا لأننا لم نعهد أبدا التعامل مع الأمن الا حين انجاز البطاقة الوطنية هههه.
وبعد الاستفسار علمنا انهم يبحثون عن أخي الذي يكبرني فحدثثني نفسي أني انا المستهدف لأن الشخص المعتقل صديقي أنا-و أفتخر بصداقته لحد الان-.
خرجت للبحث عن أخي و أرسلته لهم الى ولاية الأمن ليبيت ليلة كاملة في العراء و يطلق سراحه صباحا حين أدركوا أنهم أخطؤوا العنوان.
و نحن نتسامر و نتحدث عن الموضوع فوق السطوح اكتشفنا أنهم نصبوا لنا كاميرا مراقبة على الصحن اللاقط فوق سطح الجيران الذين كان مرتفعا عن سطحنا و قد كان ضوءها واضحا بالليل.
2-الاعتقال:
يوم الأحد 15 يونيو2003 سافرت الى مدينة تازة لحضور اجتماع كان مقررا في الغد بهدف تهييء أمور الحراسة و الامتحانات لتلاميذ المستوى السادس و تعبئة نتائج المستويات الأخرى.و من الطرائف التي حدثت لي بعد انتهاء الاجتماع أن تلميذا أمازيغيا كان يدرس عندي في المستوى الأول لم يفهم مني المسكين و لم أفهم منه و لو حرفا واحد طيلة السنة -لأنه لا يجيد العربية-ولما قررت أن يعيد السنة قال لي المدير أن الخريطة المدرسية تحتم علينا انجاح الجميع فعدلت -باستغراب و أسف- النتيجة.
عدت عند قريبي لأبيت عنده في مدينة تازة فأخبرني أنه سيسافر في صباح الغد الأمر الذي اضطرني للعودة الى فاس و مباشرة بعد تناول وجبة العشاء خرجت لزيارة صديقي<ع ر> فأثار انتباهي شخص متكئ على حائط و يراقبنا بطريقة-غبية-أدركت انه كان يتابعني منذ خروجي من بيتي.
لقد جاء دوري -هذا ما حدثتني به نفسي-.عدت الى البيت و أخبرت والدتي و زوجتي اني سأبيت في المنزل الآخر مع اخوتي بغية تجنيبهم الترويع و الهلع.لكن الطامة أن ما خفته على بيتي و قع في البيتين و روع الجميع بل حتى الجيران.
ليلة الثلاثاء 17 يونيو 2003 حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يفاجأ أفراد أسرتي بطرق غريب و قوي على باب البيت و بعد فتح الباب مباشرة تم الاقتحام بشكل فوضوي و مروع من طرف أناس بزي مدني و لحسن حظي لم أبت ليلتي في بيت الزوجية.جاء أخي مسرعا الى البيت الآخر الذي يوجد في الشارع الخلفي و أخبرني أنهم يبحثون عني .استفاق الجميع في البيت بعد احساسهم بما يحدث حتى زوجة جدي المسنة-رحمها الله-و بدأ الجيران يراقبون -الفيلم- من شقوق النوافذ بذهول و استغراب.
بعد انهائهم لمهمتهم توجهوا مسرعين الى البيت حيث أتواجد و أخذوني مرة أخرى الى بيت نومي الذي كانت تنام به زوجتي و ابنة اختي و اختي الصغرى و الزموني بادخالهم البيت دون أدنى احترام للنائمات به اللواتي اضطررن للتلحف بأغطيتهن للتستر.عبثوا بالمحتويات و فتشوا كل شيء عساهم يجدون شيئا مهما -مختبر لصناعة الصواريخ الباليستية مثلا- لكن دون جدوى فاكتفوا بمصادرة مطوية تحث على الصلاة-فكل الارهابيين يصلون-.
انتهى التفتيش -بنجاح-و طلبو مني مرافقتهم لاتمام اجراء بسيط في زعمهم و أنا خارج من بيتي أخرجت محفظتي فوجدت فيها ورقة من فئة 200 درهم و أعطيتها لزوجتي المصدومة وقلت لها :-<<ربما يؤخرونني……>>
و في الباب الخارجية وجدت أخي أحمد ينتظرني و بيده معطف سميك -كان يعلم أنهم سيتركونني أنام في العراء-. التتمة في المنشور الموالي.
-و تستمرليلة الاعتقال المظلمة التي أبت الانتهاء:
أخذت المعطف الذي لعب معي دورا مهما-سأذكره لاحقا- و اقتادوني الى سيارة مدنية من نوع renault megane زيتية اللون و بعد انطلاقها سألوني ان كنت أعرف شابا اسمه – ا ك-فأخبرتهم اني أعرفه و هو طفل يدرس في السنة الثانية الثانوية.طلبوا مني أن أقودهم الى محل سكناه و أوهموني أنهم يريدون أن يسألوه عن أمور بسيطة و يتركوه بعدها لأن وراءه دراسة في الصباح و لا يريدون اضاعة وقته,صدقتهم ووافقت- لم أكن أعلم أنهم يعدون للمسكين وجبة من التعذيب استمرت لثلاث أشهر جرب فيها جميع الأنواع من السياط التي كانت معروفة لدى المعتقلين بألوانها و أشكالها<الأحمر الأسود سلك فرامل الدراجة الحبل…> -و في الأخير يتوصلون الى أن هناك تشابه في الاسم و ان المقصود شخص آخر بعد أن قضو للمسكين-ا ك- على مستقبله الدراسي.
قبل التوجه الى منزل-ا ك- توجهت بنا السيارة الى <مجزرة بنسودة> توقفت بنا أمام مقهى ليخرج منها مجموعة من رجال الأمن بزي مدني من الوجوه المنتقاة -حسب معايير الوسامة الأمنية-و التي يبعث النظر اليها الرعب في القلوب و بعد حديث قصير بينهم تحركت السيارة اتجاه منزل -اك- , بعد وصولنا طلبوا مني مناداته, ترددت و تحججت بأن والده لا يحب من يأتي بيته في هذا الوقت, لكنهم أصروا علي بشدة, اقتربت الى باب المنزل و طرقته لترد علي قريبته, فقلت لها أريد -ا- بطريقة مريبة -و أنا أتمنى ان ترد علي بالنفي- وهذا ما حصل فعلا.قلت لهم أنه غير موجود.
و نحن نعود الى السيارة فوجئت برجال الأمن الذين تركناهم في المقهى يخرجون من خلف أسوار المنزل مدججين بالعصي و حمدت الله أن صديقي غير موجود لأنه لو رأى هذا المنظر لقضي عليه حينها من هول المشهد.
وبسرعة جنونية توجهت بنا السيارة الى ولاية الأمن بفاس-المسلخة-
اعتقلت كما سبق و ذكرت لكم يوم 16 يونيو 2003 عكس ما ادعاه رجال الأمن ان الاعتقال كان يوم 26 يونيو
يتبع بإذن الله…