بيان المعتقلين الإسلاميين بالسجن المركزي مول البركي بآسفي بخصوص التصنيف وفق النموذج الأمريكي الذي طبق عليهم


توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببيان من المعتقلين الإسلاميين القابعين بسجن مول البركي بآسفي يتحدثون فيه عن الإجراءات التي اتخذتها المندوبية العامة لإدارة السجون بخصوص التصنيف وفق النموذج الأمريكي وما يعانونه هناك وهذا نص البيان :

لقد عرف السجن المركزي مول البركي بآسفي انتكاسة حقوقية خطيرة و حرمان سجنائه من أبسط مقومات العيش في مختلف الأحياء و خاصة المصحة وحي  B5 ، فمنذ ممارسة المخطط المستعار من أمريكا على سجناء مول البركي الهادف إلى تحطيم نفسية السجين و بالتحديد بحي B5 والمصحة ، بات معظم السجناء يعيشون حالة نفسية رهيبة جراء التعذيب و القمع الممارس و تخويف السجناء و تهديدهم بإرسالهم إلى المصحة و    B5 بمجرد كتابة إشعار الإضراب أو شكاية ، و منع السجين من كتابة أي شكاية أو إضراب بدعوى أن آلة الطبع معطلة ، حيث أن الإدارة هي من أصبحت تزود السجين بأوراق خاصة بكتابة أي طلب إلى جهة خارجية ، و إن حالفك الحظ و حصلت عليها يكون مصيرها التمزيق أو لا ترسل حيث تمنع من أخذ رقم الإرسال .

 أما طبيب الأسنان فنادرا ما يكون حاضرا  و الكثير يعانون من آلام حادة على مستوى الأسنان ، أما طبيب المؤسسة فغادر المؤسسة منذ مدة طويلة إلا طبيبة واحدة لا تستطيع أن تغطي طلبات المرضى بمؤسسة كالسجن المركزي مول البركي بآسفي  .

 أما مكان تواجد هذا السجن فهو في أرض فلاة لا بشر و لا حجر و لا نقل ينقل الزوار كأنه قاعدة عسكرية بكل المقاييس حتى أن بعض العائلات توقفت عن زيارة أبنائها ، نظرا لتعريض النساء أثناء الزيارة للتفتيش المهين و الاستفزاز و التضييق إضافة إلى تركهن أمام باب السجن ساعات طويلة منتظرات ، برغم أنهن يسافرن من مدن بعيدة و يجدن مشقة كبيرة في الوصول للسجن ماديا ومعنويا بسبب بعد هذ السجن عن المدار الحضري ، حيث أنهن عند خروجهن لا يجدن من ينقلهن إلى مدينة آسفي التي تبعد عنه أكثر من 40 كيلومتر فلا يسمعن إلا نباح الكلاب و نقيق الضفادع ، و في وقت متأخر يضطر حراس السجن إلى إبعاد العائلات عن باب الزوار الخاص بالسجن ، حتى و إن كانت امرأة مسنة و لا تجد المسكينة من ينقلها من هذا المكان الخالي من أي بشر و قد تتعرض للسرقة أو الاعتداء الجسدي .

فهل هذه هي سياسة القرب التي نسمع عنها و قرب الإدارة من المواطن ؟؟؟

 و عليه   ندعو المنظمات الحقوقية لزيارة هذا السجن لترى مكان تواجده و انعدام النقل إليه .

 و نحن نتساءل من هذا العبقري الذي خطط لبنائه في هذا المكان ؟ بدون التفكير فيمن سيوصل العائلات إليه أو إعادتهم منه إلى ديارهم ، فلا ندري كيف استطاعت المندوبية التغافل عن ذلك كله ؟ بل كيف تجاهلت و تناست عملية الانتحارات الأخيرة ؟ و عشرات المحاولات التي أنقذت في آخر لحظة بسبب هذا النظام الأمريكي الجديد .

 الذي بموجبه تمّ عزل بعض المعتقلين الإسلاميين عن جميع السجناء ووضعهم في حيّ منعزل ، و منعهم من الحديث مع أيّ كان ، مع تعريضهم بشكل يومي للإهانة و الاستفزاز ، كما لا تسمح لهم باستعمال هاتف المؤسسة إلا لمدة دقيقتين في الأسبوع ، والزيارة نصف ساعة أو أقل وسط حراسة مشددة  .

 تصوروا إنسان محكوم عليه بالمؤبد أو الإعدام أو 30 سنة أو حتى 10 سنوات يقبع في زنزانة انفرادية مدة 23 ساعة لا يرى فيها شمس و لا هواء ، كيف يستطيع أن يصمد لسنوات على هذا الوضع ؟ حتى و إن بقي على قيد الحياة فمن المؤكد أنه سيصاب بمرض نفسي خطير و ستصنعون منه إنسانا عدوانيا و ليس مندمجا كما يدّعون .

هذا بالإضافة للتفتيش الشبه يومي المهين و المستفز مما ترتب عنه تأزم الحالة النفسية لهؤلاء المعتقلين ، حيث تطور الوضع إلى مرض نفسي بسبب هذه الضغوطات بالنسبة للمعتقل الإسلامي هشام العلمي .

 فأين وصل التحقيق في كل الأرواح التي أزهقت بسبب هذا المخطط و من المسؤول ؟ أم أن هؤلاء ليسوا من هذا الوطن العزيز و ليست لهم عائلات و أبناء ؟ أم أنهم حشرات لا يستحقون الكرامة و فتح تحقيق في ملابسات موتهم ؟ و إلى متى يذيقوننا هذا العذاب الأليم و لعائلاتنا ؟

و ها نحن نقبع في عتمة سجن مول البركي بآسفي و لسان حالنا  يقول كما قال الشاعر :

ألا أيُّها اللّيلُ الطَّويل ألا انْجلِ     بصُبحٍ وما الإصباح منك بأمثلِ

أي ليتك أيها الليل تنكشف و تزيل ظلامك عن عيوننا لنرى بياض الصبح ، و ما الإصباح بأفضل فإننا نقاسي من الهموم هنا  نهارا ما نقاسيه ليلا ، والله المستعان .

و عليه  فإننا أمام هذه النكسة و الانتهاكات الخطيرة نطالب كل الفعاليات الحقوقية و أصحاب الضمائر الحية الغيورين على هذا البلد برفع الظلم عنا و شكرا .

المعتقلون الإسلاميون بالسجن المركزي مول البركي بآسفي

و به وجب الإعلام والسلام

المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

 08  مارس 2016

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق