بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة و السلام علي نبينا محمد إمام الدعاة و قائد المجاهدين و على آله و صحبه و التابعين، أما بعد :
أيها المسلمون، نقف اليوم نحن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بعدد من المدن المغربية، في ظل هذه الظروف الحالكة التي تمر بها الأمة الإسلامية، و على رأسها ما يجري لإخواننا المستضعفين بمدينة حلب السورية، من تقتيل و تشريد و هدم للديار و تحريق للعباد و البلاد من طرف قوى الاستكبار العالمي الإرهابية، على مرأى و مسمع من المجتمع الدولي المنافق، الذي يهرع عند وفاة أي مواطن غربي لملأ الدنيا ضجيجا وصخبا، وسط خذلان و صمت مطبق من طرف كتائب الشجب و الاستنكار و الترقيع و التزوير العربية و الإسلامية من بني جلدتنا، و باعتبارنا جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، فإننا ندين وبشدة ما يتعرض له المسلمون بسوريا من هجمة إرهابية شرسة، و اعتداءات شنيعة على يد إمبراطورية الإرهاب الروسية.
أيها المسلمون نقف اليوم، و نحن على بعد أيام قلائل من الذكرى الثالثة عشر لتفجيرات 16 ماي الأليمة بالدار البيضاء، هذه الأحداث التي كانت سببا في مأساة العديد من أسر قتلى و جرحى هذه التفجيرات الذين فجعوا بفقد أحبائهم، نعم إنهم ضحايا هذه الأحداث لهم منا كل التضامن.
لكن هناك ضحايا آخرون تغافلهم إعلامنا، لا بل تحامل عليهم و جرمهم حتى قبل محاكمتهم إنهم آلاف الشباب الذين امتدت إليهم أيدي المخزن المغربي مباشرة بعد التفجيرات و دون إجراء حتى التحقيقات الأولية التي عادة ما تصاحب مثل هذه الأحداث، نعم آلاف الشباب و معهم الأسر و العائلات التي فجعت باختطاف أبنائها من بين أيديها دون جريرة أو جريمة، سيق أولئك الشباب إلى سجون أعدت مسبقا، و حوكموا في محاكمات ماراطونية صورية افتقدت لأبسط قواعد العدالة، أثقل كاهلهم على إثرها بعشرات الإعدامات و المؤبدات و مئات السنوات، بل إن منهم من أزهقت روحه في أقبية التحقيقات كعبد الحق بنتاصر (الشهير بمول الصباط) و الشيخ بوالنيت المراكشي، و منهم من ترك يواجه حتفه داخل زنازين الموت كحال الشيخ أمين أقلعي و الشيخ الميلودي زكرياء و الأخ خالد بوكري و الأخ محمد بن الجيلالي رحمهم الله تعالى، و ذلك بإقرار ملك البلاد الذي صرح لجريدة “إيلباييس” الإسبانية بأن الملف شابته تجاوزات، نعم إنهم الضحايا المنسيون لهذه الأحداث.
أحداث شردت على خلفيتها أسر و يتم أطفال و آباؤهم أحياء، وفارق كثير من ذوي المعتقلين الحياة وقلوبهم تتقطع كمدا على فراقهم.
أيها المسلمون، إننا في اللجنة المشتركة و كباقي الهيئات الحقوقية و كل الضمائر الحية، ساءلنا الدولة مرارا و تكرارا عن مجريات التحقيق في هذه الأحداث التي ألمت ببلدنا، و طالبنا بإجراء تحقيق نزيه حول الأيادي الخفية التي كانت وراء هذه الأحداث، خاصة و أن هناك إشارات توحي بأن هذه الأحداث مدبرة و مفتعلة، كان أبرزها تصريح زير الداخلية السابق ادريس البصري و الذي مفاده أنه ليس للإسلاميين أي صلة بأحداث 16 ماي 2003، و كنا نظن أنه بصعود حزب العدالة و التنمية الذي كان إلى عهد قريب يشكك بدوره في هذه الأحداث و يملأ الدنيا ضجيجا، سيتم على الأقل فتح تحقيق نزيه في هذه الأحداث، لكن لا حياة لمن تنادي فقد تشابهت أشكالهم و إن اختلفت مسمياتهم.
أيها المسلمون، لقد فبركت أحداث 16 ماي قصد سن قانون الإرهاب لضرب كل من سولت له نفسه التضامن مع إخوانه المستضعفين في مشارق الأرض و مغاربها و تكميم الأفواه و إسكات الأصوات الحرة.
دبرت أحداث 16 ماي للتمكين للمشروع التغريبي و محاربة الصحوة الدينية التي عرفها شباب البلد للحيلولة دون أسلمة المجتمع.
دبرت أحداث 16 ماي لسن قوانين لا تمت بصلة لهوية الأمة و دينها، و تعارض قيم الشعب المغربي و مقدساته.
دبرت 16 ماي لضمان الصمت على شرعنة بث الخنا و الفجور و الرذيلة في قنواتنا الإعلامية.
أيها المسلمون، لقد أثقلتنا القيود وأعيتنا الكروب، لكننا لا ولن نستسلم سنظل نتدافع مع هذا الجور والظلم مهما اشتدت الصعاب وادلهمت الخطوب لإحقاق الحق و كشف الباطل، و نعاهد الله على أن نمضي قدما لا يضرنا من خالفنا ولا من خذلنا حتى يجعل الله لنا ولمعتقلينا فرجا ومخرجا والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته .
و به وجب الإعلام والسلام
المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
06 – 05 – 2016