اللجنة المشتركة تؤكد أن السبيل الوحيد لتطويق كورونا في السجون هو إطلاق سراح المظلومين و على رأسهم المعتقلين الإسلاميين


بسم الله الرحمن الرحيم

قال نبي الرحمة عليه الصلاة و السلام : ” الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” الحديث.

لا زالت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد تستفحل يوما بعد يوم في البلاد، ولا زال كوفيد 19 يقتحم الحصون غير آبه بكل الإجراءات الإحترازية متخطيا كذلك أسوار السجون المغربية مصيبا بذلك عددا من الموظفين و النزلاء بعدد من السجون المغربية و قاطفا حياة موظف بالسجن المحلي بورزازات بتاريخ 27-04-2020 رغم كل الإجراءات التي قالت المندوبية العامة لإدارة السجون في بياناتها أنها أنزلتها لتحصين السجون و العاملين فيها، إلا أن الفيروس كان له رأي آخر، و مع ارتفاع حصيلة الإصابات و بروز حالة الوفاة هذه في صفوف الموظفين، تتزايد المخاوف من احتمال تفشي الجائحة بين السجناء و الموظفين على حد سواء في ظل سجون مكتظة يستحيل أن تراعي أدنى المعايير الصحية، وتخلو من الإجراءات الوقائية والاحترازية الناجعة التي يمكن أن تساهم في حماية المعتقلين من المرض.

إن المعتقلين الإسلاميين لم يرتكبوا جرما يبرر إيداعهم في السجون لعقود و سنوات طويلة، و إنما تفاعلوا مع قضايا أمتهم بالغالي و النفيس، و طالبوا بعودة الشريعة الغراء لتسود جميع مناحي الحياة لشعورهم بالمسؤولية تجاه بلدهم ومجتمعهم و أمتهم، وبدل أن يرحب بطرحهم في دولة دينها الرسمي الإسلام، زج بهم في السجون و نكل بهم و لا يزال.

فكان ولا يزال يتعين على الحكومة المغربية إيجاد حل شامل و عادل لقضية هذه الشريحة من أبناء هذا الوطن لتسوية هذا الملف السياسي بامتياز و الذي عد معتقلوه منذ سنة 2001 إلى الآن بالآلاف في المغرب، بقي منهم ما يناهز الألف و نيف داخل العتمة.

إن العمل على إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين جميعا بشتى أصنافهم، دون تمييز أو تخصيص على أساس الانخراط فيما سمي زورا و بهتانا ب”المصالحة” في هذه الظروف العصيبة، إن لم يعتبر مسؤولية على عاتق الحكومة المغربية للخروج من مأزق هذه الأزمة السياسية التي طالت هذه الشريحة من أبناء هذا الوطن منذ أزيد من عقدين، فإنها على أقل الأحوال مسؤولية إنسانية لحماية مواطنين مغاربة أرادوا الخير للأمة جمعاء بشعوبها و بلدانها من مخاطر الإصابة و الإغتيال الجماعي بجائحة فيروس كورونا.

و عليه فإننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين نؤكد للمرة الثالثة أن السبيل الوحيد لتطويق الكارثة هو المضي في تنفيس السجون بإطلاق سراح جميع المظلومين و على رأسهم المعتقلين الإسلاميين للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبيرة نتيجة تفشي وباء كورونا، وليس إبقاؤهم خلف الأسوار في وضعية اكتظاظ كارثية، تحت دعاوى واهية تزعم المندوبية العامة لإدارة السجون أنها إجراءات ناجعة لتطويق الوباء في الوقت الذي توصي جميع المنظمات و المؤسسات الصحية و على رأسها وزارة الصحة المغربية بضرورة التباعد الجسدي.

و الله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ: 05 رمضان 1441 الموافق ل 29-04-2020

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق