في ذكرى أحداث 16 ماي اللجنة المشتركة تطالب مجددا بكشف حقيقتها و إطلاق سراح المعتقلين على خلفيتها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه و التابعين يقول المولى عز وجل ( و ماكان ربك نسيًّا).

اما بعد :

تمر علينا الذكرى الثامنة عشر لأحداث 16 ماي 2003 في ظروف استثنائية يعيشها العالم متأثرا بوباء كورونا على جميع المستويات. و التي لم تنسينا و لن تنسينا حقيقة الأحداث و ما يعيشه المعتقل الإسلامي من الظلم و التضييق و التغييب.

مرحلة الوباء التي توسمنا أن تكون محطة انفراج و نقطة تحول نحو حل شامل ضمانا لسلامة الجميع.

لكن أحداث 16 ماي 2003 و قضية المعتقلين على خلفيتها استثناءا بجميع المقاييس تجف عندها الأقلام و تخرص الألسن و تصم الآذان، الا قلة قليلة من أصوات الحق و الحقيقة، و اللجنة المشتركة تأبى إلا أن تُذَكّر في كل مناسبة للأحداث بمأساة المعتقلين الإسلاميين.

الأحداث الغامضة لازلنا في بحث عن حقيقتها و عمن كان وراءها تدبيرا و تمويلا، و لازال المعتقلون على خلفيتها يؤدون ثمن شيء لم يعرفوه و حدث لم يقترفوه، كما لازال شريط الأحداث كأنه البارحة ( و ما كان ربك نسيًّا) .

اختطافات و اعتقالات بالجملة و خارج إطار القانون و إزهاق للأرواح داخل مخافر التحقيق و السجون، محاكمات صورية تفتقد لأدنى شروط العدالة و أحكام خيالية بلغت ذروتها بالإعدام و المؤبد ناهيك عن السنين الطوال، ظروف اعتقال سالبة للكرامة و تضييق للحرية و طمس للهوية و تجاهل لكل وسائل النضال كما الالتفاف على المطالب و الانقلاب على العهود و المواثيق و ارغام بلغ مداه ببرامج مستوردة و أخرى محلية ماكرة.

هذه أبرز مراحل قضية المعتقل الإسلامي و أهم سمات معاناته و الجميع تم في إطار التبعية للسياسة العالمية لمحاربة ما يسمى الإرهاب زعموا :

– و أي إرهاب أعظم من اعتقال الأبرياء لقرابة العقدين و تجريدهم من آدميتهم و اغتصاب شبابهم على مرأى و مسمع من الجميع و بمباركة إعلام السحرة.

– أي إرهاب اعظم من سوق الشباب جماعات و فرادى نحو المخافر السرية ثم المحاكم الصورية ثم السجون بدعاوي باطلة و أحداث عليها أزيد من علامات استفهام بشهادة القريب و البعيد.

– أي ارهاب أعظم من تشريد الأسر و ترميل النساء و تيتيم الأطفال و حرمان الآباء من فلذات الأكباد حتى غادروا الحياة بغصة و ألم الفراق رغم المناشدات و المراسلات.

– أي إرهاب أعظم من تزوير الحقائق و تلفيق التهم و النكوص على اتفاق 25 مارس في ضرب سافر لِمصداقية الأشخاص و المؤسسات.

– أي ارهاب أعظم من سن قانون الإرهاب اللعين و النموذج الأمريكي في التصنيف زيادة في الاذلال و برامج المصالحات الزائفة زيادة في الإرغام و الإدعان.

– أي إرهاب أعظم من استمرار الاعتقال رغم انكشاف المؤامرة و وضوح الهدف و الغاية.

وتبقى قضية المعتقلين الإسلاميين الفاضحة الكاشفة التي تحطمت عندها دعاوى الإصلاح و الإدماج في هضم لجميع الحقوق و سلب للحريات و تكريسا لثقافة الاستبداد و الاستعباد و لا صوت يعلو فوق صوت الجلاد و لا صوت يعلو فوق صوت الحلول الترقيعية و سياسات طمس الهوية.

و يبقى المعتقلون الإسلاميون متمسكون ببراءتهم و عدالة قضيتهم رافضين لسياسات التركيع الممنهج في كل من سجن مول البركي بآسفي و تولال 2 بمكناس وسجن تيفلت وغيرها من سجون مندوبية التامك.

و لازلنا في اللجنة المشتركة ماضون في خطنا الفاضح لجميع الانتهاكات و التجاوزات و الكاشف لجميع خطط الالتفاف، كما لازلنا في بحث عن حقيقة لأحداث 16 ماي 2003 رافضين لملابسات آعتقالٍ طال الأبرياء، مطالبين بحل شامل لهذا الملف و ذلك :

+ بفتح تحقيق نزيه و شفاف حول أحداث 16 ماي 2003.
+ إلغاء قانون الإرهاب و النموزج الأمريكي و برامج المصالحة كآليات لسلب الحقوق و الحريات.
+ اعتماد اتفاق 25 مارس كأرضية لحل عاجل لصفته الاعتبارية.
+ محاسبة و محاكمة الجلادين و كل من له يد من قريب أو بعيد في هذه المأساة .
+ تمتيع المعتقلين الإسلاميين بكافة حقوقهم إلى حين الإفراج عنهم و جبر ضررهم المادي و المعنوي.

(( و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))

المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

بتاريخ : 04 شوال 1442 الموافق ل 16-05-2021

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق