توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببيان من المعتقل الإسلامي السابق الشيخ أبي معاذ نور الدين نفسها هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحق المبين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى من سار على هديه القويم إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإني من منطلق الواجب ، نصرة لقضية المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية ، المعتقلين على خلفية أحداث 16 ماي 2003 بالدار البيضاء ..من هذا المنطلق أكتب هذا البيان .. تاكيدا على الحق المشروع لضحايا هذه الأحداث ” اللغز “. وإصرارا على ضرورة بيان حقيقتها وهوية من وراءها تدبيرا وتخطيطا .
والأهم في هذا الصدد .. هو القطيعة مع هذه الجرائم وما يتبعها من توظيف واستباحة للحرمات ، تحت طائلة محاربة “الإرهاب المزعوم .
ثم يأتي على رأس الأولويات” بعد بيان الحقيقة في هذه الأحداث ” طي ملف المعتقلين على خلفيتها ، ووضع خارطة طريق لمعالجات متعددة الأبعاد .. ردا للإعتبار ، وجبرا للضرر ، وتبرئة للذمة …
والسؤال المركزي في هذا السياق هو:
أبعد عشرين سنة من الأحداث ٍ؟ وبعد سجل حافل بالحقائق والشواهد ، والشهادات والتقارير … وبعد مسيرة راشدة من النضالات والتضحيات داخل السجون وخارجها …؟ وبعد كل تلك التوصيات المحلية والدولية …
ـ أبعد كل هذا وغيره تبدو الجهات المقصودة بهذه الإشكالات عاجزة عن معالجتها وإنصاف ضحاياها ؟ٍ معرضة عن التحقيق الجاد والمسؤول في ملابسات هذه الجرائم المركبة والممنهجة ..
أما آن الأوان لكسر إطار الوهم ورفع غشاوة التلبيس ، والنظر إلى الواقع بعيني العلم والإنصاف ؟
ـ أهان عليكم مأساة جيل لا تزداد إلا تعقيدا وتشعبا .. لكن في صمت وتجاهل ؟
ـ أهان عليكم أنين آلاف الأسر تحت أنقاض الظلم والقهر والفقر …؟
وهنا رسالة للمعتقلين السابقين .. ضحايا قانون الإرهاب :
أيهون عليكم أن يكتب عنكم التاريخ اليوم وللأجيال القادمة صفحات من الكتمان والخذلان إلا من عذره الله ..؟ أين أنتم من قضاياكم ؟ أين أنتم من معاناة إخوانكم ؟ أين أنتم من واجب الوقت اتجاه من تعلمون حالهم وحجم ما يتعرضون له من ألوان العذاب ؟ أين أنتم في مثل هذه المحطات تكثيرا للسواد ودعما لكل مضطر ؟
إعلموا أن الله تعالى ينصر المظلوم ـ ولو بعد حين ـ وأن الله تعالى يجيب المضطر ويكشف السوء .. لكنه سبحانه شاءت حكمته أن يجعل المكلفين ستارا لقدره وابتلانا بأمره وشرعه ؛ فموفق ومخذول .. سنة الله ـ
(( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ـ (( ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ))
وختاما أسأل الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمنا ، وأن يجنبنا مضلات الفتن وأن يأخذ على يد كل عابث بمقاصد شريعة الله تعالى ، وأن يجعل لنا ولكل مظلوم فرجا ومخرجا ، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
وجزى الله خيرا كل العاملين على نصرة قضايا المعتقلين الإسلاميين في السجون المغربية من مشايخ وحقوقيين وإعلاميين ومناضلين .
والحمد لله رب العالمين
وكتبه أبو معاذ نور الدين نفيعا بتاريخ 12 شوال1444
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ: 19 شوال 1444 الموافق ل 09-05-2023
