بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك القدوس الكبير المتعال ، القائل سبحانه ” وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من هحمل ظلما ” والصلاة والسلام على رسول الله كريم الخصال القائل صلى الله عليه وسلم : ” الظلم ظلمات يوم القيامة ” . وبعد ,
نقف اليوم نحن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أمام مقر البرلمان المغربي في ظرف إستثنائي تمر به الأمة الإسلامية…نقف مجددا و جرح الأمة الغائر لا زال ينزف دما…جرح فلسطين السليبة التي تتعرض للإرهاب الصهيوني.
نعم فلسطين القضية المشروعة و العادلة.
فلسطين التي عاشت تحت الإرهاب الصهيوني لأكثر من سبعين عاما و لايزال شعبها يتعرض لأبشع الجرائم والانتهاكات من قتل وتشريد و أسر، ومصادرة للأراضي و الممتلكات و محاولات للتطهير العرقي و الإبادة الجماعية.
شعب فلسطين الذي يتعرض اليوم في محطة إرهابية صهيونية جديدة، للاعتداء بآليات عسكرية أمريكية مدمرة، تحرق الأخضر و اليابس، شيوخا و نساء و أطفالا و رضعا ومستشفيات ومدارس و مؤسسات و منازل دون حسيب و لا رقيب من طرف المنظومة الدولية المنافقة… ففي الوقت الذي تملأ فيه أمريكا -و من يدور في فلكها- الدنيا ضجيجاً لما تسميه بـ “محاربة الإرهاب” في أوساط المسلمين، نجدها – إذا ما كان الأمر يتعلق باعتداءات الصهاينة و الصليبيين و البوذيين و غيرهم من ملل الكفر و الأنظمة العربية على المسلمين– تدوس بالنعال كل ما تعارف عليه المجتمع الدولي من اتفاقيات لمحاربة الإرهاب، وما وقعت هي عليه من معاهدات تضمن حقوق الإنسان .
و في المغرب لا زالت تقبع في السجون ثلة من المسلمين المغاربة اهتزت أفئدتها غيرة على دينها و نصرة لأمتها:
دينها الذي تستهدف بقاياه في مدونة الأسرة المغربية فيما أطلق عليه برنامج تعديل المدونة في محاولة بائسة للإستدراك على رب العالمين.
و نصرة لأمتها الجريحة من منطلق الولاء الضارب في عمق العقيدة الإسلامية، و ذلك منذ قبيل أحداث 16 ماي 2003.
أحداث 16 ماي 2003 التي برأ ادريس البصري وزير الداخلية السابق الإسلاميين من الضلوع فيها موجها أصابع الاتّهام لجهات معينة تسعى لاستئصال كل ما يمتّ للإسلام بصلة في هذا الوطن العزيز .
أحداث 16 ماي الأليمة
الأحداث التي شرعنت لانتكاسة حقوقية غير مسبوقة في حق المغاربة من أبناء الصحوة الإسلامية ، حيث زج بالآلاف منهم في غياهب المعتقلات السرية منها و العلنية و قمع و ضيق على باقي الإسلاميين و مؤسساتهم و هيئاتهم و لم يسلم من ذلك حتى جامع القرويين و دور القرآن .
أحداث 16 ماي الأليمة
الأحداث التي اتّخذت مطيّة من أجل تمرير ما سمي بقانون ” مكافحة الإرهاب ” على ما فيه من تجاوزات حقوقية دون أي اعتراض من طرف الأحزاب السياسية. والذي بموجبه تمّ إطلاق العنان للقبضة الأمنية لتختطف وتعتقل و تعذب خارج إطار القانون عددا من المغاربة ، لينتهي بهم هذا السيناريو المقيت في أقبية السجون المغربية وقد أقبروا بين عشية وضحاها بعشرات السنين بناء على محاكمات جائرة استندت على محاضر موقعة تحت الإكراه والتهديد .
أحداث 16 ماي الأليمة
الأحداث التي كان من تداعياتها المؤلمة وفاة عدد من الأبرياء في أقبية الاعتقال و السجون ومن بقي منهم ذابت زهرة شبابهم وراء القضبان ، وعاشت زوجاتهم عيشة الثكالى ، وأبناؤهم نغّص الحرمان واليتم حياتهم و اختطفت بسمتهم ووأدت أحلامهم .
أحداث 16 ماي الأليمة
الأحداث التي شككت في حقيقة الجهات المدبرة لها شخصيات سياسية و حقوقية ، و اعتبرت هذه الأخيرة أن المحاكمات التي طالت المعتقلين على خلفيتها و بموجب قانون “مكافحة الإرهاب”، لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة و شابتها تجاوزات ، أقرّها العاهل المغربي في تصريح لجريدة الباييس الإسبانية.
إن استمرار المأساة، وامتداد الظلم التاريخي، ونزيف الجرح المفتوح دما و ألما تنبع منه قوة المسلم، فكلما زاد ألمه اشتد إصراره، وكلما نزف دمه قويت عزيمته. إنها قوة المظلوم عندما يصرخ فتهتز لصرخته الجبال.
قوة المظلوم تكمن في قوة حقه، فهو يملك قوة الحق وقوة العدل، إنه صاحب حق تاريخي، حق عمّده بالدم والتضحيات الجسام و سنوات الإعتقال. والسبيل الوحيد لتصحيح هذا الجرح التاريخي، ووقف هذه التجاوزات المتصاعدة هو إعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة الحق إلى أصحابه.
وعليه فإننا في اللّجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ندين بأشد العبارات الإرهاب الذي تتعرض له الأمة الإسلامية عموما و في فلسطين خصوصا و ندعو الأنظمة العربية إلى تحريك جيوشها لتحرير جميع أراضي المسلمين و على رأسها فلسطين.
و ندعو النظام المغربي إلى تعديل جميع القوانين المغربية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية كما ندعوه مجددا و بعد سنوات من الاحتجاج لتصحيح الوضع و ذلك بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين الذين يقبعون بالسجون منذ أزيد من 21 سنة وجبر ضررهم المادي و المعنوي ، كما نطالب النظام بالعمل على فتح تحقيق نزيه و مستقل للكشف عن المدبر الحقيقي لهذه الأحداث الأليمة و كذا إسقاط قانون مكافحة الإرهاب الجائر، لإنهاء معاناة شريحة مهمة من المغاربة تقدم قرابينا لإرضاء السياسة الدولية لمحاربة الإسلام .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
و به تم الإعلام والسلام.
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 07 ذي القعدة 1445 الموافق ل 16-05-2024