بسم الله الرحمن الرحيم،
قال الله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا” [النساء: 125]، وقال سبحانه: “إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ” [يوسف: 40].
في وقتٍ يُنتظر فيه من القائمين على الشأن الديني في بلدنا أن يكونوا حُماةً للشريعة ودعاةً للتمسك بها، يخرج علينا وزير الأوقاف المغربي بتصريحٍ صادم يصف فيه المغاربة بأنهم “علمانيون”، في تجاوزٍ فجٍّ لكل القيم الإسلامية التي قام عليها هذا البلد المسلم.
إن هذا التصريح لا يمثل فقط إساءةً واضحةً لهوية الشعب المغربي، بل يُعد محاولة مرفوضة لطمس عقيدته واستبدالها بمفاهيم دخيلة تناقض دينه وشريعته.
إن الشعب المغربي، ومنذ قرون، معروفٌ بولائه لله ولرسوله وتمسكه بالشريعة الإسلامية التي هي مصدر العدل والرحمة في الدنيا والآخرة. وإننا نذكر الوزير ومن وراءه بأن الشريعة هي الحَكم الأعلى في حياة المسلمين، كما قال تعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ” [النساء: 65].
نرفض رفضًا قاطعًا هذه التصريحات، ونؤكد أن العلمانية لم تجلب لمن تبنوها إلا الفساد والانحلال، ولم تحقق العدالة التي يدّعونها، فكيف يمكن فرضها على شعب مسلم أُسس كيانه على الدين والتوحيد؟ إن العلمانية ليست خيارًا يليق بالمجتمعات التي تؤمن بالله واليوم الآخر، بل هي فكر دخيل يسعى لفصل الدين عن الحياة، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع الإسلام.
إننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ندين هذا التصريح بأشد العبارات، ونطالب وزير الأوقاف بالتراجع الفوري عنه وتقديم اعتذار علني للشعب المغربي المسلم، الذي لن يقبل أن يُختزل تاريخه وهويته في وصفٍ يتناقض مع عقيدته.
ونؤكد أن المغاربة، هم ورثة حضارة إسلامية عظيمة، وهم أولى بالتمسك بدينهم وشريعتهم من الانجرار وراء دعوات التغريب التي لم تجلب إلا الفشل.
إن ولاءنا لله ولرسوله وللمؤمنين، وبراءتنا من كل فكر يناقض شريعتنا، هو ما يميزنا ويمثل مصدر عزتنا.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 26 جمادى الأولى 1446 الموافق ل 28-11-2024