بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عز من قائل: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
الحمد لله الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين وإمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن هذا النصر الذي حققه إخواننا المجاهدون في سوريا بإسقاط طاغية الشام بشار الأسد، لهو بشارة عظيمة للأمة الإسلامية بأن طريق العزة والتمكين لا يتحقق إلا بمدافعة الباطل و الصبر على عدوانه ، ورفع راية التوحيد لتحكيم شرع الله عز وجل، وإعلاء كلمته في الأرض.
لقد أثبت إخواننا المجاهدون أن الأمة متى ما تمسكت بكتاب ربها وسنة نبيها، وواجهت الظلمة بقلوب ملؤها الإيمان وصدور لا تخشى إلا الله، فإن النصر حليفها، مهما تكالبت عليها الأمم وظن الأعداء أن بإمكانهم كسر شوكتها.
كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُتمّ عليهم نعمته ويثبت أقدامهم ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يجعل هذا النصر فاتحة خير لتحرير كامل الأمة الإسلامية من قوى الظلم والاستبداد.
وفي هذا السياق، ندعو النظام المغربي إلى اتخاذ خطوات عادلة ومتوازنة، تبدأ بفك أسر المعتقلين المغاربة العائدين من سوريا، ورفع القيود التي تُفرض عليهم. كما نطالب بالسماح بعودة العالقين من الشباب الموجودين في سوريا وتركيا إلى وطنهم من غير محاكمتهم أو إخضاعهم لقوانين الإرهاب، خاصة وأن النظام المغربي قد سمح سابقًا بعودة المقاتلين المغاربة الذين شاركوا في أوكرانيا، وكذلك أولئك المنخرطين في صفوف الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، دون محاكمتهم بمثل هذه القوانين.
إن هذا التمييز غير مقبول، وهو ينافي قيم العدالة والمساواة التي يجب أن يتحلى بها أي نظام يحترم حقوق مواطنيه.
ونحن إذ نفرح بهذا النصر العظيم، لا ننسى واجبنا تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية الأقصى المبارك الذي ينتظر طوفان العزة ليطهّره من رجس الاحتلال الغاصب.
كما ندعو الله أن يثبت أقدام المجاهدين في غزة الأبية، وأن ينصرهم على أعدائهم، ويربط على قلوبهم، ويوحد صفوفهم، ويكتب لهم الفتح المبين.
اللهم انصر المستضعفين في كل مكان، وارفع راية الإسلام، ووفقنا جميعاً للعمل بما يرضيك، واجعلنا من أهل النصر والتمكين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 11 جمادى الثانية 1446 الموافق ل 12-12-2024