بيان تهنئة من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لغزة الصامدة رمز البطولة والتحدي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي قال في كتابه الكريم: “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” [القصص: 5] .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك” [رواه مسلم].

إلى غزة العزة، غزة البطولة والمقاومة:

بمشاعر يغمرها الفخر والاعتزاز، ومعاني الأخوة الإسلامية العظيمة، نتقدم نحن في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بأحر التهاني إلى أهلنا الصامدين في غزة الحبيبة على هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق بعون الله أولاً، ثم بثباتكم الذي أذهل العالم، وصبر المجاهدين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه.

لقد كانت غزة عبر تاريخها حصناً منيعاً في وجه أعداء الأمة، وقلعة شامخة تتحدى القريب قبل البعيد، فلم تزدها المؤامرات الدولية ولا خيانات أبناء الجلدة إلا صموداً وعزيمة.


منذ أن تكالبت قوى الاستكبار العالمي على أهلنا في فلسطين، كانت غزة ولا تزال خط الدفاع الأول عن مقدسات الأمة وشرفها، تقف شامخة أمام الحصار والجوع، والدمار والخيانة، تردد قول الله عز وجل: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” [آل عمران: 173].

و لقد سطرت غزة بدماء أبنائها و ثبات كل مكونات شعبها محطات بطولة وصمود شهدها التاريخ الحديث.

فلا الحصار الجائر الذي أراد العدو من خلاله تركيع غزة وتجويع أهلها فت من عزمها ، فجاءت النتيجة عكسية تماماً، إذ تجذرت روح الإيمان والصمود في قلوب أبنائها.


ولا العدوان العسكري الذي أسفر عن دمار في البنية التحتية واستشهاد آلاف الأبرياء أوهن مجاهديها الأبطال الذين وقفوا كالجبال، يردّون الصاع صاعين، ويؤكدون أن العزة لا تُشترى.


ولا خيانات وخذلان الجيوش العربية و المجتمع الدولي الذي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية .

فقد ظلت غزة وفية لمبادئ الأمة وقضاياها العادلة ،
و مع كل هذا فإن النصر لله وحده لا شريك له .

إن هذا الإنجاز ليس إلا حلقة جديدة من حلقات النصر الإلهي الذي وعد به عباده المؤمنين، فقد قال الله عز وجل: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” [محمد: 7]. وإننا نؤمن بأن النصر الحقيقي مرده إلى الإيمان الراسخ بالله، ثم صبر المجاهدين الذين باعوا أنفسهم لله، وصمود الشعب الفلسطيني الأبي الذي تحمل ما لا يحتمله غيره من أهوال.

إننا في هذه اللحظات التاريخية نؤكد أن ما حققته غزة ليس انتصاراً لفلسطين وحدها، بل هو انتصار لكل الأمة الإسلامية، وصفعة في وجه كل من باع قضيته وخان أمانته. وعلينا جميعاً أن نتخذ من غزة قدوة في الثبات والتضحية والعمل الجاد لنصرة دين الله.

نسأل الله أن يبارك في أهل غزة وفي مقاومتها الباسلة، وأن يجعل هذا الاتفاق فاتحة خير لتحرير كل فلسطين، وأن يردّ كيد الكائدين في نحورهم.

“وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا” [الإسراء: 51].

والله أكبر ولله الحمد.
المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

بتاريخ : 19 رجب 1446 الموافق ل 20-01-2025

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق