اللجنة المشتركة تتضامن مع تنسيقية عائلات المعتقلين و المفقودين المغاربة بالعراق في مطالبها و تدعو للتحرك الشامل و الجدي من أجل حل ملفهم


بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله

أيها الحضور الكريم، من المؤسف أن نجد أنفسنا كفاعلين حقوقيين في بلد يزعم أنه بلد للحقوق و الحريات أن نذكرهم بحقوق مواطنيهم عليهم داخل و خارج أرض الوطن، فالدبلوماسية المغربية مقصرة جدا بل مشلولة في تعاطيها مع قضية المغاربة المفقودين و المعتقلين بالعراق، فلم نسمع أي تصريح رسمي من قبل الجهات المختصة بالدولة عن هذا الملف ،و لم نسمع عن تحركها قصد استرجاع مواطنيها من أيدي الحكومة العراقية خاصة في ظل الاضطرابات التي تعيشها المنطقة، كما أنه من المخجل أن نسمع أن سلطات دولة تونس المضطربة سياسيا و أمنيا تعمل على تخليص مواطنيها من سجون العراق في حين أن دولة المغرب المستقرة لا تعير أي اهتمام لأبنائها في سجون هذا البلد، فالرئاسة التونسية في شخص مدير ديوان الرئاسة عقدت لقاءات مع السفير العراقي بتونس بخصوص استرجاع مواطنيها المسجونين بالعراق من خلال استثمار اتفاقية الرياض لتبادل المساجين بين السعودية و العراق، هذه الاتفاقية التي كانت ثمرة جهود الحكومة السعودية كذلك، التي سعت بدورها و لا زالت من خلال لقاءات متكررة مع المسؤولين العراقيين إلى استرجاع مواطنيها المسجونين في السجون العراقية .

كما أننا لم نسجل للأسف أن السلطات المغربية قدمت أي توصية من خلال المحافل الدولية بخصوص المعتقلين المغاربة بالعراق لا في مؤتمرات جنيف لحقوق الإنسان و لا مجالس الأمم المتحدة ولا في أي محفل دولي آخر ، رغم أن التجاوزات الحقوقية في حق المغاربة بالسجون العراقية ثابتة و متواترة، و يمكن أن تكون أداة في يد الدبلوماسية المغربية أمام المنظومة الدولية للمطالبة باسترجاع المعتقلين المغاربة، و كمثال على هذه الانتهاكات ظهور المعتقل المغربي عبد السلام البقالي ،الذي أنهى مدة محكوميته و لم يفرج عنه بعد، على قناة العراقية و على وجهه آثار التعذيب.

لذلك نتساءل بحيرة شديدة لماذا لم يلجأ المغرب حكومة و أحزابا سياسية ومجتمع مدني إلى المطالبة بتسليم مواطنيه؟؟؟ رغم كل ما يعلمه من انتهاكات في حقهم بلغت حد إعدام المواطن المغربي، المعتقل بالعراق منذ سنوات، بدر عاشوري رحمه الله.

لذا نطالب من موقعنا الحقوقي كلجنة مشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين الدولة المغربية حكومة و أحزابا و جمعيات حقوقية و مدنية إلى تبني مطلب زملائنا في تنسيقية عائلات المعتقلين و المفقودين المغاربة في العراق بالعمل على استرجاع المعتقلين المغاربة من السجون العراقية، فقد أصبحت قضيتهم قضية ملحة في ظل النزاعات الإقليمية العقدية التي تشهدها المنطقة بين الشيعة و السنة، و التي قد يؤدي ثمنها هؤلاء المساكين فقط لانتسابه للمذهب السني كباقي المغاربة .

ولمعرفة مصير المفقودين نقترح على الحكومة المغربية توقيع اتفاقيات مع الحكومة العراقية و لجن الإغاثة و الصحة التي تعمل بالمنطقة، قصد إحداث بنك للحمض النووي لعائلات المفقودين و مجهولي الهوية أحياء كانوا أو أمواتا، لأن الحمض النووي يحمي الهوية من الموت الذي يلاحق العائلات و المفقودين على حد سواء، ويعطي الهوية للعظام التي تظهر في المقابر المجهولة ،
وذلك بهدف جمع الأحياء منهم بعائلاتهم، و شفاء صدور عائلات الأموات منهم حيث أنه وحدها معرفة ما حصل للمفقودين كفيلة بلملمة جراح عائلاتهم.

كما نؤكد كذلك على مطلب زملائنا في تنسيقية عائلات المعتقلين و المفقودين المغاربة في العراق و ندعو لإحداث ائتلاف حقوقي، يتكون من مجموعة من الهيئات و الفاعلين الحقوقيين يتبنى هذه القضية و يعمل على دفع الدولة للاعتراف بهذه القضية، و تحمل مسؤوليتها اتجاه مواطنيها المعتقلين و المفقودين بالعراق، و ضمان حقوقهم وعلى رأسها حقهم في الحياة و العيش بكرامة و العودة إلى بلدهم و ذلك تأسيا بالسعودية و تونس و الأردن و غيرهم.

و في الختام نوجه نداءنا للمنظمات الإنسانية، و الحقوقية، ورجال الإعلام داخل و خارج أرض الوطن، لتبني هذه القضية الإنسانية المؤلمة، والحساسة ،لمواطنينا المعتقلين و المفقودين في العراق والضغط على السلطات المعنية حتى يتم إعادتهم و كشف مصير المفقودين منهم.

 

و السلام عليكم و رحمة الله

وبه وجب الإعلام والسلام

المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

10 أبريل 2015

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق