هدي النبي صلى الله عليه و سلم


بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد

لا شك أن الإنسان الطبيعي توجد في حياته ضروريات وكماليات وقد جاء الإسلام ليحدد خطوطا لضروريات الحياة وكمالياتها حتى صار المسلم المتمسك بمبادئه الطائع لربه هو أبرز إنسان منظم في حياته بلا منازع و ها قد جاء اليوم الذي نرى فيه أحوال المسلمين اجتماعيا واقتصاديا وفكريا تزداد سوء، وسواء كان السبب من أنفسهم أو من مكر عدوهم كان لزاما علينا جميعا البحث الجدي والتحرك الكلي لإعادة ما ضاع منا أو جزء منه على الأقل فمالا يدرك كله لا يترك جله إذ المحاولة للنهوض من جديد هو النجاح الحقيقي الذي طالما اطلعنا عليه في القصص البطولية التي رواها لنا التاريخ وعلى رأسها سيرة نبينا محمد صل الله عليه وسلم إذ هي مملوءة بالتضحيات التي نال خلالها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي تارة ولم يوقفه ذلك عن المحاولة من جديد للوصول إلى هدفه ومن معه حتى وصلوا ومن صار على الدرب وصل . والمهم في إشارتي هاته أننا إن كنا حقا نريد النجاة فليس له إلا باب واحد ( ما عليه أنا وأصحابي ) فاتباع النبي صل الله عليه وسلم في الهدي الظاهر ( اللباس واللحية … ) و كذلك قيامك الليل كله وصومك الدهر كله ليس كافيا وليس دليلا على تمسكك بهديه فجل المتدينين في زماننا قد جعلوا النوافل كالأركان والواجبات ويجعلون لها قداسة كقداسة الأركان والواجبات وردة فعلهم هذه ليس لها إلا تفسير واحد وهو حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت و لعل تفسيري سيحتار عنده بعض الأحباب الذين لم يخالطوا هذا النوع من المتدينين و لم يخطر على بالهم يوما أن هؤلاء هم من يقف حجرة عترة في وجه الهدي النبوي الحقيقي حتى لا يصل بأهله إلى بر الأمان سواء عن قصد أو بدون قصد. فهذا الصنف محب للهدي الذي لا يصاحبه ابتلاء وليس فيه إلا الأريكة وطلب العلم والمأكل والمشرب والمأمن هدي ليس فيه مواجهة للباطل والمنكر الكبير ( العدوان على الإسلام وتغييب الشريعة ) لأن هذا في نظرهم فتنة بل متاعب ونسوا أو تناسوا أن اتباع الهدي الذي يعتقدون أنه مفتاح النجاة يشمل التضحيات من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا . ولا يخفى عليك أيها القارئ الكريم أن مواجهة العدوان على الإسلام والمسلمين من أوجب الواجبات وهو مقدم على قيام الليل وصيام الدهر ولا يتعارض مع الهدي الظاهر كما أن الهدي الظاهر ليس شرطا في نصرتك للدين وعليك ألا تحتقر دورك الصغير فإن الجبال من الحصى وليس مهما أن تنتهي بك الخطوات إلى أن ترى النصر فيكفيك أن تموت على الطريق وقد بنيت لبنة يخطوا عليها من بعدك فكل من موضعه وعلى قدر استطاعته . ومن منبري هذا أنصح الغيورين على دينهم التركيز على العمل الجماعي إذ هو ركن أساسي في هدي المصطفى صل الله عليه وسلم ويعتبر من الضروريات الرئيسية في مواجهة الباطل ولعلي أغتنم فرصتي هذه للرد على بعض الأقارب الذين يستنكرون علي دوري وتواجدي ضمن المسؤولين في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وأقول لهم إن الدافع الرئيسي لوجودي في هذا العمل هو تخصص هؤلاء الشرفاء في فضح العدوان الغاشم على شباب الصحوة الإسلامية واستنكارهم من خلال منابرهم الميدانية والإعلامية على قانون مكافحة الإرهاب الذي هو في الأساس جزء لا يتجزأ عن الخطة الصليبية الغاشمة على بلاد المسلمين أي بعبارة واضحة ليس في بلادي عمل جماعي وتخصص أشرف من تخصصهم ولا شك أنهم شوكة في حلوق أعدائهم وهم حتما على نهج نبيهم الذي لم يترك جهاد الكلمة في وقت الاستضعاف بل وأعتقد بوجوب نصرتهم وتكثير سوادهم أو الانضمام إلى عمل أخر مشابه لتخصصهم ولأنه ليس حكرا عليهم إلا أنه لا يوجد شبيه له في بلادنا لاسيما وأنه قد ولد في وقت كان الظالم فيه محتارا مع كيفية وضع حل لأزمة كادت رياحها تعصف بالأخضر واليابس فسبحان من ربى موسى في دار فرعون . وفي الأخير أسأل الله جل في علاه أن ينصر الإسلام والمسلمين كما أسأله سبحانه أن يعيننا وإياكم على نصرة الدين أمين .

حمزة البقالي :ناشط حقوقي

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق