الحمد لله العزيز الذي عز كل شيء فغلبه، والحمد لله الذي هو عزيز ذو انتقام سبحانه وتعالى، أَرْسَى لَنَا النَّهْجَ القَوِيمَ، وَحَثَّ عَلَى التَّآخِي بَيْنَ المُؤْمِنينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، والصلاة والسلام على نبي الملحمة والمرحمة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا وبعد:
فإن من كمال الإيمان الواجب إظهار التعاطف مع المسلمين، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم فعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) رواه البخاري ومسلم، وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه البخاري ومسلم .
وعليه فقد تلقت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببالغ الحزن والأسى نبأ الجريمة النكراء، جريمة استهداف مسجدينِ وسط مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا والتي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المصلين وهم في شعيرةٍ مِن أعظمِ شعائر الإسلام، وإذْ نعزِّي في هؤلاء الشهداءِ –نحسبهم كذلك و الله حسيبهم- الذين قتلوا غدرا، ونسأل اللهَ الشفاءَ للجرحى، والصبر والسلوان لذويهم نؤكد على:
– أنّ ما جرى لم يكن أمرًا عارضًا، بل جريمة متكررة ومتعددة على المسلمينَ ومساجدِهم، في الغرب المسيحي.
– ما جرى ثمرة لسنين وعقود من نشر لثقافةِ العنفِ والكراهيةِ ضدَّ الإسلام وأهلهِ، والتي يُنظِّر لها مفكرونَ معلومون في بلادِ الغربِ النصراني، وتنشرها وسائلُ الإعلامِ وأدواتُ التواصلِ الاجتماعي.
– ما جرى كرس الظلم الواضح للشعوب الإسلاميةِ، والكيل بمكيالينِ عندما يتعلقَ الأمر بحقوقِ المسلمينَ ومصالحِهِم، ويظهر هذا بجلاء في التعاطي الباهت مع تلك الجريمة البشعة رغم خطورتها وتفردها في أسلوبِ التنفيذ، والأدواتِ، والشعاراتِ، وكذا المبرراتِ التي تبنّاها منفذُوها، الأمر الذِي يشكلُ خطرًا حقيقيًّا على المسلمين في البلدانِ الغربية.
– تنامي الاضطهاد والتضييق على كل ما هو إسلامي بعد إعلان بوش الابن حربه على ما أسماه بالإرهاب وانسياق معظم الدول وراءه مما خلف ومازال مآسي وآلام للمسلمين.
وفي الختام ندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم لعدم تكرار الاعتداءات على المسلمين و مقدساتهم، و ندعو العلماء و العقلاء للقيام بدورهم في التوعية بما يحاك و يدبر للإسلام والمسلمين ومساجدهم، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المقدس، كما ندعو المؤسسات و الهيئات الرسمية إلى استنكار ما حدث بشكل إيجابي يلغي الاصطفاف خلف الغرب في حربه على ما يسمى بالإرهاب و إلغاء قانون مكافحة الإرهاب الجائر الذي يشرعن لانتهاكات أدت بشكل عكسي إلى نشر و تعميق “الاسلاموفوبيا” و زيادة التحامل و الكراهية ضد الإسلام و المسلمين.
“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ: 18-03-2019