فيلم الإخوان يرمي إلى خلق جو من الترهيب و عدم الأمان و تشويه مظاهر التدين بمباركة الحكومة


بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة والسلام على رسوله الكريم و على آله وصحبه أجمعين و من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، الآمرين بالمعروف ، الناهيين عن المنكر الصادعين بالحق الراحمين للخلق المستظلين بشريعة رب العالمين الداعين إليها برفق ولين

وبعد

إن المتتبع لما يجري حديثا و هو تبع لما تقدم في بلدنا المغرب خصوصا و بلاد المسلمين عموما لينجلي له و بوضوح مدى السعي الحثيث و المكر الخبيث الذي تسعى إليه الأنظمة الوظيفية و من يحوم في حماها من مثقفين مأجورين و فنانين مبتذلين و صحفيين مسترزقين من طمس لمعالم الدين و تطبيع مع المحرم و المحظور. أشخاص لا ذمة لهم و لا عهد و لا رجولة و لامجد ، ضمائرهم ميتة و مبادئهم مبتذلة يبييعون العاجل بالآجل ، يسترزقون على بقايا موائد أسيادهم و لو كان على حساب شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن خصوصا و الأمة الإسلامية عموما .

لا جديد عندهم يذكر سوى اجترار نفس الأفكار المسمومة و الشبه المدسوسة التي سبقهم إليها سدنتهم من المستشرقين و من فتنوا بهم من عموم من يحسبون على هذه الأمة بأشكال مختلفة و في اتجاهات عدة و بقوالب جديدة حيث تكرار المكرر حتى تنبطع في أذهان عموم المجتمع ما الحقيقة بخلافه.

و إننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين و من خلال رصدنا لما يقع مؤخرا في هذا البلد من قبل بعض المحسوبيين على عالم الصحافة و دائرة الفن من حملة تشويه للتدين و أهله و استهزاء بمظاهره و ربطها بالشذوذ الفكري و الفعلي من تكفير و تفجير و تقتيل و صرف لمعاني الإسلام الجميلة و قيمه النبيلة عن حقيقتها في تجاوز لجميع الخطوط الحمراء و استغفال للجماهير و احتقار للعقول و غياب تام للمؤسسات المسؤولة كالهاكا و المركز السينمائي المغربي و كذا المسؤولة عن الحقل الديني كوزارة الأوقاف و المجالس العلمية التابعة لها و التي لم يتجاوز عملها إيقاف إمام مسجد أو منع خطيب أسهب في الأمر و النهي، فلا يمكن بحال من الأحوال السماح بهذه التجاوزات أو التغافل عنها مادامت رسالتها التشويه الممنهج و المقصود المؤدي إلى إمكانية العنف اللفظي و الجسدي و خلق جو من الترهيب و عدم الأمان لفئة عريضة من أبناء الوطن الملتزمة بدينه الرسمي و المهتدية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ( اللحية و الزي و الحجاب و غيره).

أمام كل ماسبق ترفض اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين جميع تجاوزات الفن ( فيلم الاخوان) و ما جاء به من إشارات و إيحاءات تُذكِّر بالحملة المسعورة التي قادتها أمريكا عقب الحرب الصليبية لسنة 2001 و ما تعرض له أبناء الحركة الإسلامية و المعتقلون الإسلاميون عقب أحداث 16 ماي 2003 بالمغرب و قد كان للإعلام اليد الطولى في التشويه و قلب الحقائق و شهادات الزور لتقديم فئة عريضة من أبناء الوطن عربون ولاء للنظام العالمي و كبش فداء محاربة الإرهاب المزعوم.

و حدث و لاحرج عن الاختطاف و الاعتقال و الانتهاكات الخطيرة للحقوق و الحريات مرورا بالمحاكمات الصورية الفاقدة لأدنى شروط العدالة وانتهاء بالأحكام الجاهزة الجائرة ( الاعدامات و المؤبدات و السنين الطوال).

مع الأسف جرح الأمس لم يندمل بعد و حملات التشويه و قلب المفاهيم و طمس الحقائق لم تنته رغم سذاجتها و لن يسمح بتكرارها سواء بأعمال فنية مزعومة أو سجالات صحافية أو قوانين ظالمة ( كقانون الإرهاب) كانت مستساغة فيما مضى و عقب أحداث 16 ماي بالنظر الي حجم الترهيب و التخويف و الضغط الذي مورس على جميع مستويات و طبقات المجتمع المدني و السياسي و الحقوقي، أصبحت مبتذلة في زماننا مؤكدة ان أحداث 16 ماي و قضية المعتقلين الإسلاميين لازالت غصة في الحلق لن يمررها إلا العدل و الحق و التحقيق بصدق ، بعيدا عن حملات التشويه و التزوير و التلفيق التي لا تزيد الظلم إلا فضحا و لا تزيد الحق إلا و ضوحا.

و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون

المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

بتاريخ: 10 شوال 1443 الموافق ل11-05-2022

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق