المغرب يكيل بمكيالين بين المحتجزين و العائدين من سوريا و روسيا “ابراهيم سعدون” نموذجا


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و آله صحبه و من اهتدى بهديه

يقول تعالى ﴿ و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ،قل إن هدى الله هو الهدى ، و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي و لا نصير ﴾
سورة البقرة الآية ١٢٠

تطرق بيان سابق للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بعنوان ( النفاق الدولي بين القضية الأوكرانية و قضايا المسلمين ) إلى حقيقة الديمقراطية العالمية و عرَض بعض الأمثلة لازدواجية المعايير و زيف مجموعة من الشعارات بالنظر إلى ما حظيت به الحرب على أوكرانيا من حشد هائل للمجتمع الدولي لمواجهة الغزو الروسي و حالة التضامن الواسع مع اللاجئين .

و جاء في البيان ما نصه [ تفتح الأبواب على مصراعيها للقتال في أوكرانيا و يدعى لذلك جهارا و يعتبر مثالا الشهامة و رمزا للتضحية و تنقلب الشهامة إرهابا و تطرفا في حالة قضايا الإسلام و المسلمين ،و تسن القوانين المحاصرة و تفتح السجون و المعتقلات و يذوق الشهم المسلم سوء العذاب ]

بديهي أن يكون هكذا حال الغرب و أمريكا  بالنظر إلى تاريخها و حجم  عدائها لكل ما هو إسلامي إذ أن حجم و أسباب النفاق الغربي اتجاه القضايا الإسلامية راجع لنظام عالمي تتحكم به قوى عظمى تلوي أعناق الحقائق بما يحقق مصالحها و غاياتها الإمبريالية بغض النظر عن شعار  الأمن و الاستقرار العالمي المزعوم .

لكن الغرابة أن تتماهى الدول العربية و الإسلامية مع التوجه العالمي و لو على حساب معتقداتها و شعوبها و مقدراتها حد اعتبارها أنظمة وظيفية غير مستقلة.

الأمر السائد في بلدنا  المغرب اتجاه قضاياه الخاصة تغلب عليه  الانتقائية في التاريخ و الجغرافيا و الحقوق و السياسة و يظهر ذلك جليا في قضية الشاب المغربي ( ابراهيم سعدون ) .

و قد ٱثرت اللجنة المشتركة تأجيل الإشارة لهذه القضية و المبدأ الإنساني المتجزئ فيها حتى لا يتهمها أحد بالتشويش و الكيد و لكي لا يزايد عليها أحد في حب الخير للغير و تثمين كل عمل يعيد فلذات الأكباد إلى أحضان أسرهم،  فتاريخها حافل بالحرص على إدخال الفرحة و رسم البسمة و لمِّ شمل .

لكن المرفوض هو الانتقائية المقيتة و الازدواجية الإنسانية و السياسية في التعامل مع أبناء الوطن الواحد .

ارتفعت أصوات حقوقية و مدنية عديدة مطالبة بالتحرك الرسمي  انقاذا لحياة الشاب المغربي من حكم الاعدام  ، أصوات لم نسمع لها حسا في حالات مشابهة أو أكثر مأساوية .

فما الفرق بين المحتجزين و العائدين من سوريا و بين المحتجزين و العائدين من روسيا إلى أي مدى ممكن أن يكون المغاربة سواسية في انتمائهم و حقوقهم و إنسانيتهم و إلى أي حد يمكن أن يكون المغرب وصيا و مسؤولا عن أبنائه و رعاياه .

العديد من وسائل الإعلام الوطنية و الدولية نشرت نداءات و مناشدات استغاثة بإسم أطفال و نساء مغاربة عالقين بأماكن توتر على لسان البرلماني عبداللطيف وهبي الذي صرح قائلا: إن الأطفال و النساء مهددين في حياتهم و أجسامهم و عرضة لعصابات الإتجار في الأعضاء  و ذلك في إطار اللجنة الاستطلاعية البرلمانية  .

العديد من النداءات و الصرخات على لسان عوائل من سجون و معتقلات مغربية لشباب عائد من سوريا و العراق و أفغانستان حوكموا بقانون الإرهاب الجائر ،

أليس من العدل الإفراج عن العائدين و تسوية وضعية العالقين  و تسريع عودتهم على غرار العائد من الحرب الروسية الأوكرانية.

أن تنتقل عدوى الازدواجية و الانتقائية إلى بلدنا المغرب دون النظر إلى وضعية المغاربة عبر العالم بعين المساواة أمر مخزي .

أن تتماهى سياسة البلد المسلم مع نظام عالمي جائر ظالم و الضحايا مغاربة أمر مؤسف .

و بالتالي فالتوازن و التناغم مع شعارات البلد يجعل الحاجة ملحة أكثر من السابق  لاعتماد مقاربة شاملة لحل ملف المعتقلين الإسلاميين و منهم العائدين دون انتقائية و لا تجزيء ، و كذا ملف العالقين الذين طال أمد محنتهم رغم تقرير اللجنة البرلمانية .

و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

بتاريخ : 21 ربيع الأول 1444 الموافق ل 18-10-2022

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق