منع تلميذات من متابعة الدراسة بسبب النقاب يعكس جهلا شرعيا و قانونيا صارخا لدى بعض القائمين على المدارس و على الدولة التدخل


بيان شجب واستنكار من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

الحمد لله الذي أمر بالحشمة والعفاف، والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين تستنكر بأشد العبارات ما تعرضت له الفتيات المنتقبات في المغرب من مضايقات و منع من ولوج مؤسساتهن التعليمية بسبب تمسكهن بالحجاب الشرعي الكامل.

و إنه لمن العجيب أن تُمنع الفتيات المسلمات اللواتي التزمن بالعفاف والحشمة من دخول المؤسسات التعليمية، بينما يُسمح لغيرهن بدخولها بلباس غير محتشم يتنافى مع قيم الإسلام و المروءة. هذا التناقض الصارخ يظهر أن المسألة لا تتعلق بالانضباط أو الالتزام بالقواعد، بل هو استهداف مباشر للتدين و الالتزام بالشريعة الإسلامية.

إن هذه الممارسات الظالمة تعكس بعدًا عن تحكيم الشريعة الإسلامية التي جاءت لضمان الحشمة وحماية الأخلاق العامة. فالشريعة الإسلامية هي المصدر الأسمى للتشريع والحكم بين الناس، وهي التي تحقق العدل والكرامة للأمة. قال الله تعالى: “وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” [المائدة: 45].

إننا نرى في هذا التضييق على المنتقبات ومضايقتهن نوعاً من محاربة الدين تحت ستار العلمانية أو الحرية الزائفة، بينما في الحقيقة يتم السماح باللباس الفاضح الذي يخالف الشريعة والقيم الأخلاقية، وهذا ما يُظهر بوضوح البعد عن تحكيم شرع الله عز وجل.

و بناءً عليه، نطالب بالرجوع إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في كل مناحي الحياة، ومنها ميدان التعليم، لنضمن بذلك كرامة الإنسان المسلم والحفاظ على هويته الدينية. كما نطالب الجهات المعنية بالتراجع عن هذه الممارسات الظالمة ووقف التضييق على الفتيات المسلمات المنتقبات.

كما لا يفوتنا  التنبيه على إزدواجية المعايير لدى بعض الفاعلين الحقوقيين الذين يدعون الدفاع عن الحريات الفردية، ولكنهم في الواقع لا يدافعون إلا عن الحريات التي تتماشى مع ايديولوجياتهم الخاصة.

فادعاؤهم بأن النقاب دخيل على الثقافة المغربية أو أنه رمز للتطرف، هو باطل ولا أساس له من الصحة.


فالنقاب جزء من التراث الإسلامي المغربي وهو ممارسة دينية يختارها البعض تعبداً لله و استجابة لأوامره. قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ” [الأحزاب: 59]. فهو جزء من هذا الالتزام، وليس رمزا لأي توجه سياسي أو تطرف كما يدعون.

إن ما يدّعيه هؤلاء الفاعلون الحقوقيون من أن النقاب يمثل تهديداً أو تراجعاً عن القيم المجتمعية ليس سوى محاولة للترويج لنموذج علماني يسعى إلى إقصاء الإسلام من الحياة العامة. في المقابل يُغض الطرف عن انتشار اللباس الفاضح  والترويج لأفكار تتعارض مع القيم الإسلامية.

وفي الختام، نؤكد أن اللجنة ستواصل جهودها للدفاع عن حقوق الفتيات المسلمات في ممارسة شعائرهن بحرية، و الوقوف أمام هذه التصرفات الشنيعة ، كما نطالب الجميع بالعمل على إعلاء كلمة الله وتطبيق شريعته في كل المجالات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالمغرب

بتاريخ : 01 ربيع الثاني 1446 الموافق ل05ـ10ـ2024

 

 

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق