اللجنة المشتركة تدين وصف ماكرون الجهاد الفلسطيني ب”البربري” و تستهجن تصفيق من يسمون ب “نواب الشعب المغربي”


الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والطغيان، القائل في محكم تنزيله: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تُنصرون” [هود: 113] ، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين، القائل: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.”

إننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين نستنكر ونشجب بأشد العبارات تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أطلقها من داخل قبة البرلمان المغربي، حيث تجاسر فيها على تمجيد الكيان الصهيوني الغاصب، وإعطائه الحق في “الدفاع عن نفسه”، في تناقض صارخ مع الحقائق والشرائع التي تنصف المظلومين وتدين المعتدين.

إن هذه التصريحات تعبر عن انحياز أعمى للاحتلال الظالم، الذي دنّس المقدسات واستباح الدماء والأعراض بغير حق.والتي تضمنت دعماً صريحاً للكيان الصهيوني الغاصب وتبريراً لجرائمه تحت ذريعة “حق الدفاع عن النفس”.

وإن في هذا القول تطاولاً على الحقائق وتزييفاً للتاريخ، وتجاهلا لجرائم الاحتلال الذي يدنس مقدسات المسلمين ويستبيح دماء الأبرياء لما يزيد عن75 عاما .

إن وصف المقاومة المشروعة للاحتلال بالبربرية و الوحشية هو طعن في جهاد مشروع أقرته الشرائع السماوية ونصت عليه القوانين الدولية، ونصرة للمعتدين على حساب حقوق المظلومين و كيل بمكيالين و ما أحداث أوكرانيا عنا ببعيد .

ولا يفوتنا أن نذكر عنصرية ماكرون الصارخة، التي تجلّت في سماحه المتكرر بالإساءة إلى خاتم الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في مجلة “شارلي إيبدو” بذريعة حرية التعبير. إن هذا الموقف العدائي تجاه مقدسات المسلمين يؤكد انحيازه وكراهيته للإسلام وأهله، في حين يتستر على جرائم الاحتلال ويدافع عنها، في ازدواجية مقيتة لا يقرها عقل أو ضمير.

كما أننا ندين ونستهجن بشدة تصفيق النواب والمستشارين لهذه التصريحات المضللة، ونعد هذا التصفيق تأييداً للظالمين وخيانةً لقضية الأمة المركزية، قضية فلسطين.
إن هؤلاء النواب والمصفقين قد سقطوا في منزلق خطير من موالاة الظالمين، والله تعالى يقول في محكم كتابه: “ومن يتولهم منكم فإنه منهم” [المائدة: 51] كما قال عز وجل: “ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم و لا منهم ” [المجادلة: 14].
إن في هذا السلوك الذي شهدناه داخل البرلمان المغربي إهانة لمشاعر الشعب المغربي الأصيل، الذي عُرف على مر العصور بوقوفه الصادق مع قضايا الأمة الإسلامية ورفضه للذل والمهانة.


وإننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين نعتبر هذه التصريحات وهذا التصفيق خيانة للأمة ، وموالاة ، واضحة للظالمين ضد المظلومين، وهو ما لا يقره ديننا الحنيف.

وبناءً عليه، ندعو كافة أبناء هذا الوطن الأحرار، وأصحاب الضمائر الحية، إلى رفض هذه التصرفات المشينة، والتمسك بمبادئنا الإسلامية الراسخة التي تدعو إلى نصرة المظلومين ومناهضة المحتلين. كما ندعوهم إلى اتخاذ موقف واضح وصارم ضد كل من يدعم أو يبرر جرائم الاحتلال الصهيوني الغاشم، امتثالاً لقوله تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار” [هود: 113].


اللهم إنا نبرأ إليك من كل خذلان للمظلومين وتأييد للظالمين، ونسألك أن تنصر أهلنا في فلسطين وتثبتهم في وجه أعدائك وأعدائهم يارب العالمين.

 المكتب التنفيذي

للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

بتاريخ : 28 ربيع الثاني 1446 الموافق ل 31-10-2024

 

 

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق