هذه مظلمتي… بقلم المعتقل الإسلامي السابق الأستاذ هشام بن موسى -الجزء العاشر-


33- الى سجن سلا -الزاكي-

أمر قاضي التحقيق بإحالتنا جميعا على سجن سلا – الزاكي- و أخرجنا من قبو المحكمة كما أدخلنا له بالصفع و الضرب و الركلات. كان رجل الأمن الذي يرتدي زي قوات التدخل السريع -السيمي- الذي يمسك بي متعاطفا معي و كان يهمس في أذني قائلا-: لا تخف لن أضربك و لكني سأمثل الأمر و كأني أضربك و أنت اصرخ كلما أحسست بمرور يدي .كانت أوامر المسؤولين الكبار أن نهان و نعامل بأقسى المعاملات -نضرب بيد من حديد- رغم كونهم أول من يعرف أننا مظلومون بل و منهم من يعرف من فبرك الأحداث و حبك و نفذ المسرحية حتى يتم التخلص من مظاهر التدين و الالتزام في بلدنا بعد أن أدركوا أن هذا الجيل من الشباب قد مل و كره حياة التفسخ و الانحلال و العصيان فبدأ يقبل على ربه و دينه أفواجا تلو الأخرى.


وصلنا الى البوابة الكبرى لسجن سلا -الزاكي- السيء الذكر و بعد دخولنا و توقف السيارة بدأ رجال الأمن المسلحون برشاشات بإنزالنا الواحد تلو الآخر و إدخالنا الى قاعة و كأنها ممر طويل . أجثونا على ركبنا على جانبي الممر و أيدينا مصفدة الى الوراء و أعيننا مغطاة.


ثم بدؤوا في المناداة علينا .لما وصل دوري و نوديت باسمي طلب مني الوقوف و أمسك بي أحدهم من الخلف ثم دفعني الى الأمام حتى أوقفني أمام أحد المكاتب . ثم تفتيشي و أخذت مني حقيبة الجيب التي كانت تضم كل أوراقي الثبوتية و بطاقة تعاضدية التعليم. ثم بعد وجبة من الكلام الساقط و الاستهزاء و الاهانات الموجهة إلي , أعدت إلى مكاني و بقيت جاثيا لمدة ليست باليسيرة مستندا على ركبتاي فقط بكل ثقلي مما جعلني أحس بألم شديد بهما لكني كنت ملزما بالانتظار في ذلك الوضع حتى يتم الانتهاء من تفتيش و استجواب كل الشباب الموقوفين .


من بعد أن تم الاجراء بسلام و قلت قد جاء الفرج كي أريح ركبتاي و أتخلص من الألم. أمسك كل موظف بموقوف ليرافقه الى الجحيم الجديد -الزاكي- السجن الذي ترتعد فرائس كل من مر به لمجرد سماع اسمه . استبشرت خيرا و أنا أسمع أحد المسؤولين و هو يوصي الموظف الذي يقتادني و الآخر الذي يمسك بصديقي -عادل بركوطة- قائلا له -: الأستاذين, أريدكم أن تخصصا لهما معاملة استثنائية . قهقه الموظفان ظنا منهما أن المسؤول يقصد العكس فنهرهما مرة أخرى قائلا لهما -: اني أتكلم معكما بجد .

نطقها هذه المرة مضغوطة و بالفرنسية -Exceptionnelle- .كانوا يعلمون يقينا أننا أبرياء و قد أقروا لي شخصيا بالأمر بعد مغادرتي الأسوار و اعترفوا لي أن ضغط الوقت جعلهم يجمعون الأخضر و اليابس .لكن اعترافهم للأسف لن يعيد ما كسر خصوصا و أن نفس الممارسات لا تزال مستمرة لحد الساعة.


للأسف وصية المسؤول بمعاملتنا بشكل استثنائي لم يؤخذ بها و أخضعنا لأسوأ استقبال في حياتنا . الإهانة و العذاب النفسي الذي لا يستطيع أن ينساه أي موقوف خضع له مهما حصل و الذي لن يستطيع أحد تعويضه الا رب البرية يوم القيامة.


مراسيم الاستقبال في -الزاكي – لن يتسع لذكرها ذيل هذا المنشور لذلك في المنشور المقبل باذن الله سأطلعكم على -ساعة في الجحيم- الحقيقية التي عانى منها شباب أبرياء ظلما و عدوانا.


>>>>>يتبع باذن الله

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق