زكرياء بوغرارة المعتقل الإسلامي السابق يحمد الله أولا ثم يوجّه شكره لكل من ناصره وسانده في محنته ولو بشطر كلمة


توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببيان من المعتقل الإسلامي السابق زكرياء بوغرارة الذي خاض إضرابا منهكا طويلا  جدا وعانق بعده الحرية حديثا يحمد فيه الله أولا ثم يوجّه شكره لكل من ناصره وسانده في محنته و معاناته و لو بشطر كلمة وهذا نصّ البيان :

قل بفضل الله  وبرحمته فبذلك فليفرحوا

 

ها قد عانقت الحرية بعد  مآسي جمة ومحن ملمة وليالي مظلمة وخذلان عميق ..

عانقتها بعد أن كدت أن أسقط على الأرض سقوط الجثة عندما تعلن عن نهايتها وكخيانة الجسد في لحظة الاحتضار..

وان كان تطلّعي لبراءة كاملة إلا أن انتزاع حريتي بعد كل تلك المعاناة خفّف عني حدة ما لاقيت في عتماتها وسجونها..

الآن صرت حراا مؤقتا … كما كنت من قبل…

 لكني سأظل أتلو قول ربي جل وعلا :

 °° قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون°°

خرجت من العتمة المظلمة محمولا على الأكتاف كما يحمل ميّت يساق إلى مثواه الأخير… وتم التخلّص  مني كما يتم التخلّص من النفايات في ظروف لا إنسانية بشعة موغلة في احتقار الآدمية وحقوق الإنسان..

 ولكن بسمة الفرح بالفرج الربّاني كانت على شفتي متألقة .

لقد أحسنت الظن بالله تبارك وتعالى وظللت أتلو قوله جل وعلا :

°° فما ظنكم برب العالمين°°

 وأقول بلسان الواثق في الله :

 °°

 والله لا أظن في ربي إلا خيرا°°

 آخر مرة قلتها يوم الجمعة الماضية قبل أيام من الإفراج عني لمدير السجن بتيفلت الذي قال لي :

°° أنني أسعى لحتفي بظلفي وان اصراري على المضي في رحلة الاضراب لن يجدي ولن يسفر  عن حريتي ابدا °°

 قلت له وقتذاك :

 °° إني أحسن الظن بالله وحتى لو رحلت  فلن آسى على دنيا  الظلم والقهر والعبودية °°

 

 و لي في عنقي دين أؤديه في رسالة شكر لأولئك الإخوة الغرباء  الذين لا يعرفهم أحد من الذين آزروني وناصروني وخاضوا لنصرتي كل صعب وجهد وأنفقوا في ذلك كل ما جادت به اليد في زمن الشح والأنانية..

وقد كانوا معي في السجن ووجدت منهم النصرة والدعم ولولا الله ثم هؤلاء الأخيار ما عرف الملأ من الناس قضيتي حتى جاء °° نصر الله والفتح °° .

وددت أن أقبل أياديهم عرفانا بالجميل.. وقد فارقت بعضهم بدمع العين ، ووددت لو سكبت دمي دمعا حرقة عليهم ووجدا وصبابة وحبا لهم في الله تبارك وتعالى الذي أحبوني فيه ، و لم تكن لي سابقة معرفة بهم إلا أنهم أحسنوا الظن بأخيهم الفقير إلى رحمة الله تعالى°° فك الله أسرهم وكسر أغلالهم وأقرّ أعين أهاليهم بهم°°

 في هذا المقام تحياتي لكل مسلم نصرني ولو بشطر كلمة  أو دعاء وفي مقدمة هؤلاء :

 الشيخ الفاضل ياسر السري مدير المرصد الاسلامي الإعلامي فقد أبلى بلاء حسنا في نصرتي في مجاله الحقوقي وكذلك كان الظن به وبكل مسلم حر .

وللإخوة الفضلاء في منظمة العدالة للمغرب الذين لم يألوا جهدا في  سبيل نصرتي وبيان  مظلوميتي للناس .

 ولا أنسى شامات الخير في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فقد كان لهم قدم صدق في هذه النصرة

كذلك أيها الاخوة فكونوا مع كل مظلوم

 

وأخيرا….

لقد دخلت العتمة  °° وأنا  أنا… وكنت فيها أنا وخرجت منها أنا.. لم أتغير في شيء… إلا أن معي أخاديدا بها من القوة ما أجدها في قلبي حسرة وألما وأوجاعا.. منها ما ينوء به الجسد المنكل به..°°

 إخوتي الأعزة….

 لا تنسوني من الدعاء الصالح ألظوا به فان السجن الأكبر أشد أسرا  وقهرا وأغلالا

يقول الحق تبارك وتعالى :

°°قل إني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين °°

 والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون .

 

 أخوكم في الله تعالى

 زكرياء بوغرارة

 

وبه وجب الإعلام والسلام

المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين

 16 فبراير 2016

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق