الحمد لله رب العالمين القائل سبحانه : ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” والصّلاة والسّلام الأتمّان الأكملان على محمد رسول الله ذو النفس الزكية والطويّة النقية ، صاحب الشريعة الغراء ، والملّة السمحاء ، إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين ، المعصوم من الزلل ، والمحفوظ من الخلل ، والسليم من العلل ، عصم الله قلبه من الزّيغ والهوى ، فما ضلّ أبداً وما غوى ” إنْ هو إلا وحي يوحى ” وبعد ,
فقد طلع علينا قبل أيام خلت المدعو ” القمش ” فتطاول على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم وسبّه وشتمه و نقّص من قدره عليه الصلاة والسلام بكلام بذيء يكشف عن مستوى وضيع و هابط جدا لصاحبه ، فقام مجموعة من الشباب المغاربة الغيورين بالردّ عليه بما يستحقه وأقل ، فانبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مدافعة عنه وأصدرت بلاغا في الموضوع تهاجمنا فيه نحن اللجنة المشتركة وقد سجّلنا مجموعة من المؤاخذات نُجملها فيما يلي:
– قول الجمعية المغربية أن الرد على المدعو ” القمش ” يعدّ انتهاكا صارخا لحرية التفكير والتعبير، المنصوص عليهما في كافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادقت عليها الدولة المغربية ، هو قول مردود عليها ، لأنه جاء في المادة 19 من الميثاق الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية التي بعد أن كرست حق كل فرد في حرية التعبير، شّددت في الفقرة الثالثة على أن ” ممارسة حرية التعبير ترتبط بواجبات ومسؤوليات ، خاصة وأنها قد تخضع لقيود معينة مستندة إلى نصوص القانون ، والتي تكون ضرورية من أجل احترام حقوق أو سمعة الآخرين ، ومن أجل حماية الأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق “. وبالتالي فمن يريد أن يمارس حقاً كما يدّعي عليه ألا يسئ استعماله . و ما قام به القمش لا يندرج تحت ” مسميات حرية الرأي والتعبير والنقد ” كما تسمّونها وإنما قام وبشكّل متعمّد بالتعدّي على كرامة عموم المغاربة المسلمين الذين نحن منهم و ازدرى أحد مقدساتهم وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما شكّل استفزازا صارخا لمشاعرهم و هذا أجّج لديهم شعورا بالذل و الإهانة والغضب .
– كما سجّلنا على أن خطاب الجمعية كان منحازا جدا وغير محايد بتاتا إذ لا يعقل أن تعتبر الجمعية أن ما قاله المدعو ” القمش ” حرية تعبير و تفكير وتعتبر مجرّد الرد عليه بالكلام ” تحريض وعنف وتطرف “
أحرام علي بلابله الدوح …. حلال للطير من كل جنس ؟
والأغرب أن الجمعية تدّعي أن هناك تعددية في المجتمع وأنها تؤمن باحترام الآخر والقبول به فعلى أي أساس يقوم هذا الادعاء ، هل يشترط علينا كي نُقبل عندهم و لنكون جميلين ولطيفين ومعتدلين حسب مقاييسهم أن يسبّ أمثال هذا ” القمش ” وينقّص من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحبّ إلينا من أبائنا وأمهاتنا ثم نحني رؤوسنا ؟؟ و تمنع علينا حتى الردود الغاضبة ؟ إنها لقسمة ضيزى وبالدارجة المغربية إنها ” الحكرة ” . ونحن نقول لا و الله إنه رسول الله و إنه خطّ أحمر شاء من شاء وأبى من أبى .
– ثمّ كيف تدّعي الجمعية المغربية أن ” القمش ” ذا فكر متنوّر وهو من تكلّم في غير تخصصه ولا ميدانه وكأن جزارا حاول القيام بعمل الطبيب الجراح والنتيجة ستكون كارثية بكل تأكيد ، فماذا يعرف المدعو ” القمش ” أستاذ للغة الإنجليزية وصحفي عن رسول الله صلى الله عليه وعن سيرته العطرة وعن صحيحا البخاري ومسلم ؟ مصدرا فخر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وماذا يعرف عن المنهج العلمي المتقصي الذي تحرى الدقة والإتقان الذي اعتمداه الإمامان البخاري و مسلم ؟ .
ثم أين النور الذي أتى به للمغاربة هذا ” القمش ” عندما سبّ نبيهم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بأسلوبه الوقح والفج مما يدلّ على سفهه وظلامه الداخلي الدامس الذي يتخبّط فيه ؟ ، ثم هل دليل تنوّره هو كلامه البذيء الذي أطلقه على خير المرسلين ؟ و الذي شهد بعبقريته و نبل أخلاقه علماء غربيون من أمثال توماس كارليل كاتب إسكتلندي وناقد و ساخر ومؤرخ الذي قال مقولته شهيرة : يزعم المتعصّبون أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان . كلا وأيم الله ! لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ….. العظيم النفس المملوء رحمةً وخيراً وحناناً وبراً وحكمةً ، و أفكار غير الطمع الدنيوي ، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صافية ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين “ والله إني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنٌّع ” .
كذلك قال البروفيسور راما كريشنا راو :لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة . فهناك محمد النبي ، ومحمد المحارب ، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة ، ومحمد الخطيب ، ومحمد المصلح ، ومحمد ملاذ اليتامى ، وحامي العبيد ، ومحمد محرر النساء ، ومحمد القاضي ، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلاً ” .
وعليه فإننا ندعو العقلاء في الجمعية المغربية إلى مراجعة حساباتهم ، كما نطالب بمحاسبة المتطاولين على جناب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و بوضع حدّ للمتعدّين على كرامة عموم المجتمع المغربي المسلم والذي نحن جزء منه ، و إيقاف المتهجّمين على مقدساتنا من أمثال المدعو ” القمش ” بحجّة حرية التعبير والتفكير لأن لكل شيء حدود ، و هؤلاء يريدونها فوضى ولا صوت يعلو فوق صوتهم وكل من احتجّ ضدّهم ففزّاعة الإرهاب والتطرف جاهزة من أجلهم . فاللّهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .
و به تم الإعلام والسلام.
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
02-11-2016