بسم الله الرحمن الرحيم
التّقرير السنوي لملف المعتقلين الإسلاميين لسنة 2018
يسُرّ اللّجنة المشتركة للدّفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن تضع بين يدي متتبعيها هذا التقرير السنوي لملف المعتقلين الإسلاميين لسنة 2018 والذي سنتناول فيه الوضعية الحقوقية للمعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية و جوانب أخرى من معاناتهم .
و قد سجّلت اللّجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين مجموعة من الانتهاكات التي تعرّض لها عدد من المعتقلين الإسلاميين بعدد من السجون المغربية و التي يمكننا رصدها كما يلي :
بسجن مول البركي بآسفي :
– الزجّ بالمعتقل الإسلامي عبد الرحيم برزاني في زنزانة العقاب “الكاشو” منذ ما يناهز الشهر مع حرمانه من الحمّام ، و الزيارة ، و التواصل مع أسرته ، و كذا منعه من الأغطية الكافية بدون أي سبب يذكر حسب شكاية العائلة وذلك بتاريخ : 31 يناير 2018 .
– بعد ثلاث سنوات من الإبعاد زوجة الإسلامي البطيخي المعتقل بسجن مول البركي تناشد المندوب تقريب زوجها منها بأكادير .
بسجن تولال 2 بمكناس :
– أم المعتقل الإسلامي أحمد الحصايني وهي امرأة مسنة قاطنة بمدينة طنجة معوزة تعاني من عدة أمراض ، تطالب بترحيل ابنها من سجن تولال 2 بمكناس إلى سجن طنجة للتمكن من رؤيته و قد راسلت سابقا كل من المندوبية العامة لإدارة السجون و المجلس الوطني لحقوق الإنسان لكنها لم تتلق أي جواب حينها وذلك بتاريخ : 10 يناير 2018 .
بسجن رأس الماء 1 بفاس :
– المعتقل الإسلامي هشام الربجة يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام للمطالبة بتمتيعه بحقوقه كمعتقل سياسي ، واحتجاجا على سوء معاملة الإدارة التي ترفض تسلّم الإشعار بتاريخ 19 فبراير 2018 .
– إدارة سجن رأس الماء بفاس تحرم المعتقل الإسلامي الحنويشي من اجتياز الامتحان الجامعي و الأخير يوجّه شكاية للمندوب العام و نظرا لعدم الاستجابة لطلبه وجّه له طلب مقابلة مفتوح من سجن فاس لإطلاعه على اختلالات ساهمت في حرمانه من التسجيل في سلك الماستر لمتابعة دراسته الجامعية .
أولى قرارات المدير الجديد الذي عيّن بسجن رأس الماء 1 بفاس في شهر نونبر 2018 هي التضييق الحقوقي في حق الإسلاميين و يتجلى ذلك فيما يلي :
– تقليص عدد مرات الاتصال بالعائلات عبر هاتف المؤسسة من مرتين إلى مرة واحدة .
– تقليص الوجبات الغذائية و مدة الزيارة و الفسحة بشكل ملحوظ .
– و نتيجة لسياسة ” التصنيف ” والذي تمّ على إثره إعادة توزيع المعتقلين على الزنازن وإقفال أبوابها عليهم ﻷكثر من22 ساعة ، إضافة لإجراءات أخرى صارمة أدى ذلك إلى فقدان أحد المعتقلين صوابه حتى دخل في أزمة نفسية حادة فبدأ يطلق تهديدات بالقتل كل يوم و فقد القدرة على النوم كما قام بالاعتداء على أحد رفقائه داخل الزنزانة .
– و أمام خطورة هذه الحالة و تهاون الإدارة رفض كل من المعتقلين الإسلاميين عبد الحق شريفي و رشيد السوسي المبيت مع هذا المعتقل المريض ، فتعرّضوا للسبّ و الشّتم بكلمات نابية ، من طرف رئيس المعقل “عز الدين زوكا” ونائبه “يوسف” و مجموعة من حراس السجن وعرّضوهم للضرب المبرّح ، إضافة إلى توزيعهم على زنازن مكتظّة وأرغموهم على افتراش الأرض .
بالسجن المركزي بالقنيطرة :
– المعتقل الإسلامي عمر قاسي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 30 يناير 2018 احتجاجا على إدانته ظلما ب 20 سنة على خلفية أحداث 16 ماي 2003 ، و قد قضى منها 15 سنة . وقد علّق إضرابه المفتوح ثم استأنفه من جديد بتاريخ 08-02-2018 للمطالبة بإطلاق سراحه و تمتيعه بحقوقه كمعتقل سياسي إلى حين الإفراج عنه.
– المندوبية ترحل تعسفيا المعتقل الإسلامي عبد القادر العثماني المحكوم ب 15 سنة من السجن المركزي بالقنيطرة إلى سجن تولال 2 بمكناس بدون سبب .
– الزجّ بالمعتقل الإسلامي الميموني في الكاشو وتحرم والديه المسنين من رؤيته .
في شكاية من معتقلين إسلاميين قابعين بالسجن المركزي بالقنيطرة أكّدوا فيها أن الذين لم ينخرطوا فيما أطلق عليه برنامج ” مصالحة ” يتم التضييق عليهم بالشكل التالي :
– تصنيفهم ضمن الخطيرين جدا حيث تمّ إغلاق بابين عليهم المشبّك و المصفّح الذي يمنع دخول الهواء بشكل نهائي طيلة 23 ساعة في اليوم .
– لا يسمح لهم بالخروج للفسحة أكثر من ساعة في اليوم .
– مدة الزيارة الأسبوعية لا تتجاوز الخمس دقائق دون مراعاة قطع عائلاتهم لمئات الكيلومترات .
– عدم السماح لهم باستخدام هاتف المؤسسة العمومي لأكثر من 5 دقائق في الأسبوع .
– هزالة الوجبات الغذائية المقدمة و التي لا تسدّ جوعا .
– الإهمال الطبي المتعمّد برغم الحاجة للرعاية الطبية اللازمة .
– تعمّد إدارة المؤسسة إلى معاقبة كل من يحاول الاحتجاج على هذا الوضع الحقوقي المتردي.
و يعلل المعتقلون الإسلاميون الذين لم ينخرطوا فيما أطلق عليه برنامج “مصالحة” بأن البرنامج لا يعنيهم كون أنهم مظلومون و لم يرتكبوا جرما في حق أحد و لم يعتن
قوا فكرا متطرفا و لم يخاصموا نصا و لا أحدا فكيف يراد لهم الدخول في هذا البرنامج قسرا.
بسجن عكاشة بالدار البيضاء :
زوجة الشيخ المعتقل أبي معاذ نفيعا تبرز موقف زوجها من برنامج مصالحة و من كل البرامج و المشاريع و المقترحات الهادفة إلى إبرازه كمجرم أو ضال أو غيرها من نعوت الإفك و البهتان ، و هو الرفض المؤسس على الإيمان ببراءته من كل هذه النعوت و المؤسس كذلك على العلم ببراءته التي لا شك فيها للعالم كله. و تطالب بإنصافه بعد قضائه 16 سنة عقوبة على شيء لم يقترفه أو يشهده .
بسجن آيت ملول 1 بأكادير :
أوضاع حقوقية كارثية يعيشها المعتقلون الإسلاميون هناك و هي كما يلي :
– الزجّ بعدد منهم في زنزانة العقاب الانفرادية “الكاشو” (كالمهدي البصيري و حسين أدردور) .
– تلفيق تهم جاهزة و شكايات كيدية في حقّهم .
– قمع كل محاولة للاحتجاج ضد الخروقات الفادحة و التصرفات اللامسؤولة من طرف مجموعة من الموظفين المتحكّمين في المؤسسة بدون حسيب ولا رقيب كالموظف يونس المحفوظي مساعد رئيس الحي سابقا، و رئيس الحي الحالي المناني و مساعده ابراهيم ، و رئيس المعقل أحمد أوناصر و على رأسهم جميعا المدير الجديد عبد الله الهبولي .
– رفض الإدارة تسلّم أي شكاية أو إشعار أو تظلّم مع تمزيق شكايته و رميها .
– الاستفزازات المتكرّرة والإجراءات الداخلية التعسفية في حق الإسلاميين و التعريض للترهيب النفسي مع الإهانة شتما و سبّا بأقبح العبارات . // – رداءة الأكل .
و لم يسلم من هذا التعسّف حتى عائلات المعتقلين الإسلاميين و يتجلى ذلك فيما يلي :
– منع الأسرة من زيارة معتقلها المعاقب دون إشعارها بطبيعة المخالفة المزعومة التي زج بسببها المعتقل في زنزانة العقاب ، و دون مراعاة لتكبدها عناء و مشقة الوصول إلى السجن.
– تأخير عوائل المعتقلين الإسلاميين لساعات طويلة بباب السجن بدون مبرّر .
– إخضاع الأسرة لعملية تفتيش مهينة تمسّ بكرامتهم .
– الزيارة لدقائق معدودة تحت حراسة لصيقة دون غيرهم من السجناء بوضع موظف على رأس المعتقل الإسلامي وأسرته للحيلولة دون تظلّم المعتقل لأسرته.
كل هذه الظروف و غيرها اضطرت المعتقلين الإسلاميين إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام بشكل متتابع :
– خالد شتاف دخل فيه ابتداء من 16-04-2018 .
– محمد آيت همو و عبد الرزاق التومي دخلا فيه ابتداء من 18-04-2018 .
– نور الدين سرحان و محمد الزهير دخلا فيه ابتداء من 19-04-2018 .
– محمد خياط و عكيدة الناجم دخلا فيه ابتداء من 20-04-2018 .
– عصام مشكيظ و طارق الخميسي و مصطفى العلوي دخلوا فيه ابتداء من 23-04-2018 .
– أحمد ماء العينين و مهدي البصري و حماد خليل دخلوا فيه ابتداء من 24-04-2018 .
– أيوب السلامي دخل فيه ابتداء من 25-04-2018 .
ردّ فعل إدارة سجن آيت ملول بأكادير تجاه هذه الإضرابات كان القمع حيث :
– تم ترحيل المعتقل الإسلامي خالد شتاف تعسفيا إلى وجهة مجهولة بعدما حرم لمدة من استخدام هاتف المؤسسة بسبب أنه كان أول من دخل في الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 16-04-2018 احتجاجا على الوضع الحقوقي المتردّي .
المعتقلون الإسلاميون الذين ماتوا داخل السجون المغربية في سنة 2018 :
بسجن تيفلت
– المعتقل الإسلامي أسامة الغراس المعتقل احتياطيا يفارق الحياة بسجن تيفلت 2 بتاريخ 18 أكتوبر 2018 بعد اعتقاله بأشهر قليلة .
– و قد أشارت إدارة السجن إلى أنه انتحر شنقا باستعمال ملابسه الداخلية والسلم المخصص للصعود إلى الأسرة مؤكدة أنه تم إبلاغ النيابة العامة وذوي المعتقل بحادث الانتحار وفقا لما ينص عليه القانون .
– و يذكر أن المعتقل الإسلامي قيد حياته أسامة الغراس كان لا يستسيغ الوضع الحقوقي المتردّي داخل سجن تيفلت 2 ويتمثل فيما يلي :
– بمجرد وصوله إليه تمّ إخضاعه لإجراءات تصنيف السجناء وفق النموذج الأمريكي .
– استفزازات لفظية من طرف حراس السجن في خرق واضح للقانون الذي يمتّع المعتقل الاحتياطي بقرينة البراءة .
بسجن العرجات 1 :
– المندوبية العامة لإدارة السجون تعلن وفاة معتقل إسلامي آخر جراء خوضه إضرابا عن الطعام بسجن العرجات 1 .
وفيات أقارب المعتقلين الإسلاميين سنة 2018 :
توفى عدد من أقارب المعتقلين الإسلاميين من أمهات و إخوة و أباء و أبناء دون التّمكّن من وداعهم و كمثال على ذلك :
المعتقل الإسلامي شعيب كرماج القابع حاليا بسجن عين السبع “عكاشة” بالدار البيضاء و المعتقل منذ سنة 2002 بتهم واهية حكم على إثرها بالإعدام ليتم تخفيض الحكم في حقه إلى 30 سنة توفى أخ له بتاريخ 09-02-2018 . كما فقد المعتقل الإسلامي شعيب كرماج بالإضافة لأخيه هذا أخا آخر سنة 2004 و والدته سنة 2012 دون أن يتمكّن حتى من توديعهم و دفنهم مما فاقم من محنته وزاده آلاما .
فإلى متى تستمر معاناة هذا المعتقل و غيره و متى يتم إعادة النظر في أحكام و محاكمات أقل ما يقال فيها أنها افتقدت لأبسط شروط العدالة .
وفاة والد المعتقل الإسلامي زكرياء هبور المحكوم ب 8 سنوات دون أن يتمكّن من رؤيته أو تشييع جنازته وذلك في شهر دجنبر 2018 و الأسرة تطالب بإنصاف ابنهم .
أوضاع بعض المعتقلين الإسلاميين المغاربة بالخارج :
– ألمانيا تسلّم المغرب المعتقل الإسلامي منير المتصدّق المتابع على خلفية عملية 11 شتنبر الذي وصل للمغرب بتاريخ 16 أكتوبر 2018 .
– ومن المنتظر أن يخضع المتصدّق للتّحقيق من طرف المصالح الأمنية المختصة ، في انتظار حسم مصيره، إما بالاحالة على القضاء في المحكمة المختصة بالإرهاب في سلا ، أو إطلاق سراحه مع وضعه تحت المراقبة المشددة .
بإسبانيا :
إدارة سجن أليكانطي تعرّض المعتقل الإسلامي المغربي حسن الحسكي للتضييق الممنهج المتمثل فيما يلي :
– إيداعه في زنزانة انفرادية تفتقر للتهوية وبدون الأغطية اللازمة الواقية من البرد وسط عنابر سجناء الحق العام الإسبان و معظمهم مرضى نفسيين و مختلي العقل و ذوي سوابق مع تحريضهم ضده من طرف جلادي السجن المذكور لمضايقته.
– المعاقبة بتقليص الوجبات الغذائية و الحرمان منها أحيانا .
– إخضاعه لعمليات تفتيش مستمرة و متكرّرة ليلا و نهارا مما لا يسمح له بالنوم بشكل كاف، مع ما يصاحب ذلك من إهانات مقصودة حيث يتم تحسّس مناطقه الحساسة بشكل مستفز، و تمزيق و بعثرة كتبه و أغراضه الشخصية بحجة دقة التفتيش .
– تعريضه للتّعذيب النّفسي والجسدي على أيدي جلادي السجن المذكور .
– عدم السماح له بالتّواصل مع أسرته هاتفيا إلا لدقائق معدودة .
– رفض كل طلبات عائلة المعتقل الإسلامي حسن الحسكي وعدم السماح له بزيارته بما في ذلك والديه .
– الحرمان من التطبيب رغم أن حالته في كثير من الأحيان تستدعي التدخل والرعاية الصحية .
– قلة الأكل مع انعدام أي معيار من معايير التغذية الصحية السليمة و المتوازنة…
– تشويه صورته في الإعلام الإسباني .
– في 29-10-2018 تم عقد جلسة محاكمة جديدة له من طرف القضاء الإسباني على خلفية تهمة خيالية و غريبة مفادها تكوين خلية داخل السجن مع العلم أنه طيلة المدة التي قضاها في السجون الإسبانية كان معزولا عن باقي السجناء في زنزانة العقاب الإنفرادية مع عدم السماح لعائلته بتوكيل محامي للإنابة عليه.
– السلطات الإسبانية تمتنع عن إطلاق سراح المعتقل الإسلامي حسن الحسكي رغم إتمامه المدة مما اضطرّه للدّخول في إضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 13/12/2018 ، احتجاجا على عدم إطلاق سراحه و عائلته تحمل إسبانيا و المغرب المسؤولية .
و هذا رابط لنداء المعتقل الإسلامي المغربي حسن الحسكي من قلب سجن أليكانطي بإسبانيا :
نداء المعتقل الإسلامي المغربي حسن الحسكي من قلب سجن أليكانطي بإسبانيا
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ 01 فبراير 2019