اللجنة المشتركة في الذكرى العشرين لأحداث 16 ماي تجدد دعوتها الدولة لوضع حل شامل


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحق المبين ناصر المظلومين و قاهر الجبابرة و لو بعد حين القائل في محكم التنزيل (( و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ))

و الصلاة و السلام على رسوله الكريم القائل ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))

أما بعد :

مرت عشرون سنة على أحداث 16 من ماي 2003 و جرت سنة الله أنه لا ينسى و أنه سبحانه يمهل و لا يهمل و أن كيده متين و انتقامه شديد و مكره ليس ببعيد .

و يا ربنا إنه ليس ظلم واحد و لكنه ظلمات أشكال و ألوان ، لا تكفي بيانات لبسطها و لا وقفات لتجسيدها و لا روايات لسردها و لكن عزاءنا أنك يا مولانا عليم بها .

عشرون سنة من المعاناة ما شفعت لأصحابها، الاختطافات و المحاكمات و الأحكام الجائرة و التعذيبات الجسدية و النفسية، و لا الإغتصابات و الوفيات،
و لا شفعت دموع و آهات، و لا تشتيت أسر و ترميل نساء و تيتيم أطفال لوضع حد لها و إنصاف أهلها

كانت الأحداث مفاجئة في مغرب آمن لا مؤشرات و لا إرهاصات دلت على وجود مخططات في بلد الأجهزة الأمنية المتيقظة التي كانت انحرافاتها واضحة منذ الوهلة الأولى بتوقيف الآلاف على أساس الشبهة و الإنتماء و المبدأ مستهدفة فئة بعينها ( أبناء الحركة الإسلامية) بداية بالإختطاف و الإعتقال و الإحتفاظ القسري في معتقلات سرية و التحقيق و التعذيب الجسدي والنفسي و التوقيع على المحاضر بقوة التهديد في خرق لمجمل المبادئ و الحقوق و الأعراف، مرورا بالطور القضائي و سير المحاكمات الماراطونية الفاقدة لأدنى شروط العدالة إضافة إلى الأحكام الخيالية الجائرة،

و انتهاء بظروف الإحتجاز بمراكز اعتقال كارثية تبعا لحالة التوتر و الإحتقان التي عاشتها إدارة السجون حيث تواصل مسلسل الانتهاكات و الخروقات و كان لجلادي المرحلة اليد الطولى لضمان الصمت المرحلي على الظلم الممارس و تفتيت العزائم و قهر الهمم و إخضاع ما تبقى من كرامة و آدمية المعتقلين .

إيمانا منهم بعدالة القضية و تمسكا بالمظلومية و سعيا نحو كشف كل انواع الظلم و بشتى الوسائل المشروعة جاءت مرحلة نضال المعتقلين الإسلاميين و عائلاتهم و توجت باتفاق 25 مارس 2011 كاعتراف حقيقي ببراءة المعتقلين و إقرارا بالانتهاكات و وعدا بتصحيح كافة اختلالات مراحل القضية و تأكيدا لما جاء على لسان ملك البلاد أمام جريدة الباييس ، لكن غياب الإرادة الحقيقية حال دون إنهاء المعاناة ووضع حد لهذه المأساة .

تم النكوص على الاتفاق و انقلبت وعود الإفراج إلى مزيد من الترهيب و الإخضاع و استمر الحال حتى إعلان الخطة الإصلاحية وفق النمودج الأمريكي كآلية ضغط بلغت من التعسف مداه في سجون و معتقلات أبعد ما تكون عن الأنسنة و الاصلاح و إعادة الادماج و ظهرت حقيقة الخطة كآلية لشرعنة الانتهاكات و سوق المعتقلين نحو المزيد من التنازلات عن الحق في البراءة و كشف الحقيقة و محاكمة الجلاد و جبر الضرر ببرامج مصالحة مزيفة .

هذه و بعجالة أهم مراحل قضية المعتقلين الإسلاميين و أهم الخروقات و الإنتهاكات و التي لا زالت حية راسخة في الأذهان بادية على الأعيان لا تمحى بالتقادم و لن يطالها النسيان.

و نحن في اللجنة المشتركة حريصون في كل مناسبة على تجديد الدعوة لتجاوز العجز و التجاهل لحل هذه القضية و إنصاف أصحابها و كشف حقيقة الأحداث و فتح تحقيق في جميع الخروقات التي طالت مراحل قضية المعتقلين الإسلاميين .

(و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 26 شوال 1444 الموافق ل 16-05-2023

 

 

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق