الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله
“لما كان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وثابتة، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم…” هي عبارة جميلة تم ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بها تعكس عالما ورديا يسوده المثالية، لكن حقوق الإنسان في زمان ما بعد الحداثة المتجسِدة في التمييز السلبي الديني والعرقي للإنسان أَنتَج قاعدة ثنائية لا ثالثة لها بين مسلم وغير مسلم، حقوق تختلف باختلاف النوع فصار عندما يمس غير المسلم، يدافع عنه البعض وتقوم القيامة ويستنكر، و يتظاهر العموم من أجله وقت ما يريدون ! ويُطبِقُ فَمَهُم ولا يلقون اهتماما في وقت آخر حينما يكون المُسلمون عُرضةً لانتهاكات وجرائم لا تستطيع العيون البشرية الطبيعية السوية النظر إليها لبشاعتها !
إن ما يتعرض له المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها من استعمار و قصف و تقتيل و تعذيب و اغتصاب و تنكيل و اختطاف و احتجاز و اعتقال و عدة جرائم دولية خطيرة على مَسمعٍ ومرأى من المنتظم الدولي الحقوقي بمنظماته المشلولة شللاً كلياً حينما يتعلق الأمر بأفرادٍ يعتنقون دين الإسلام، لحُجُة دامِغة على أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يشملهم بقدر ما يشمل و يهتم بغيرهم، كأن من تُهرقُ دماؤهم وتُنتهك أعراضهم وتُنهب أموالهم وتُهدم مساجدهم ويُرحلون من أراضيهم و تستباح حريتهم بالاعتقال التعسفي بشر من درجةٍ ثانية.
فأين هي حقوق الإنسان التي صدّعوا رؤوسنا بها ؟؟؟ أين هي من هذه الانتهاكات كلها، و كذا من إيداع عدد من المظلومين في العالم عامة و في هذا البلد خاصة بسجون يعيشون فيها المآسي فقط إرضاء لعجرفة دولة متغطرسة تدعى أمريكا؟
مآسي زادت حدتها و قسوتها على مستوى المغرب في عهد حكومات يقودها ما يطلق عليهم ب”الإسلاميين”، ترمي إلى كسر إرادة المعتقلين الإسلاميين و تركيعهم و إذلالهم ، وذلك بجعل حياتهم داخل السجون أشدّ صعوبة من خلال تضييق الخناق عليهم وحرمانهم من أبسط شروط العيش الإنساني الكريم.
إن واقع الأمة الإسلامية تقشعِر له الأبدان، فمنذ عقود و مآسي المسلمين كبيرة وخطيرة، وما يتعرضون له من جرائم ضد الإنسانية، لا نكاد نسمع فيه للعالم الحر أي صوت، في تواطؤ مقُنن لهذه الجرائم من المجتمع الدولي ومؤسساته وآلياته الدولية والإقليمية ، و من سار في فلكهم من أبناء جلدتنا، الكُل صَمتَ وتآمر على الإسلام والمسلمين شعروا أو لم يشعروا في عالم غابت فيه الإنسانية كما يغيب النور وينجلي عند الدخول إلى كهف يملؤه ظلام دامِس، و كأننا بهم يجسدون مقولة فولتير لكن بصياغة أخرى مستهدفِةً المسلمين لا القِسيسين ولا الإقطاعيين “اشنقوا آخر مسلم بأمعاء آخر مسلم”.
كل ذلك من أجل وأد الصحوة في نفوس أبناء الأمة الإسلامية التي تفزع منها الصليبية المتعصبة والصهيونية الحاقدة، والشيوعية الملحدة، و الرافضية المشركة و ملل الكفر قاطبة.
و سيبقى عالمنا الإسلامي يئِنُ تحت ضربات متوالية ومتعددة و متنوعة من البعيد و القريب و لن يستيقظ منها و لن يتحسن حاله حتى يعي القائمون عليه قوله تعالى :
“وَدَّ كَثِيرٌ مِّن أَهلِ الكِتَابِ لَو يَرُدٌّونَكُم مِّن بَعدِ إِيمَانِكُم كُفَّاراً حَسَدًا مِّن عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقٌّ” و قوله تعالى :” إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُم عَدُوًّا مٌّبِينًا”
وحسبنا الله و نعم الوكيل في الظالمين
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 13 ربيع الآخر 1441 الموافق ل 10-12-2019