توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين ببيان من المعتقلين الإسلاميين المتواجدين وسط الحقّ العام بسجن تيفلت يتحدثون فيه عن جرائم مدير سجن تيفلت و رئيس معقله يونس البوعزيزي اللذان حولا مصحة سجن تيفلت إلى غوانتنامو جديد يتم فيه تعريض المعتقلين إلى أنواع قاسية من التعذيب ، مع تقييدهم بالسلاسل ملتصقين بالأرض عرايا دون ثياب ولا طعام ممنوعين من المرحاض حتى يقضون حاجتهم في أماكنهم كما كان يحدث في محج ” بويا عمر ” وهذا نص البيان :
بعدما قام بعض سجناء تيفلت بالظهور على أشرطة مصورة يرفعون عقيرتهم و يصرخون بأعلى صوتهم يفضحون الظلم المسلط عليهم ، و كل ما جاء على لسانهم مما هو فيض من غيض ووراء هذه الأصوات فضائح يندى لها الجبين ، و المفروض في هذه الحالة التجاوب مع الشكاية و رفع الإيذاء و محاسبة العصابة المسؤولة عن هذه الجرائم ، لكن الإدارة مُمثّلة في المدير و الجلاد ” يونس البوعزيزي ” سلكوا دروب الانتقام و مارسوا جميع أنواع الإذلال و اتخذوا من المصحة التي لها دلالة إنسانية مركزا للتعذيب و الانتقام ، فهؤلاء الذين تجرؤا على فضح ما يقع داخل أسوار هذه المؤسسة السجنية تعرضوا إلى شتى أنواع التعذيب ، و كان نصيب الأسد من الّتنكيل للمعتقل الإسلامي إسماعيل المهيدي الذي يحمل آثار الضرب في كل أنحاء جسده ، مقيدا بالأصفاد لا يحرك ساكنا و ممنوع من الطعام إلا من الفتات و ممنوع كذلك من المرحاض يقضي حاجته في مكانه عاريا لا ثياب له ، و لا أنيس إلا صراخ بعض المعتقلين الذي يضاعف عليه وحشة المكان ، و لم يكتفوا بذلك بل زادوا في غيهم و إجرامهم فلفّقوا لهم التهم و أحضروا له الشهود زورا و بهتانا لكسر عزيمته و إحباط معنوياته . كما أن هناك عشرات من السجناء يتعرضون لمثل هذا التعذيب الجسدي و النفسي ، فهؤلاء المعذبين المغلوبين على أمرهم كما المعتقل الإسلامي إسماعيل المهيدي ، مقيدي الأيدي بالأصفاد و السلاسل عن طريق قوائم السر المثبتة في الأرض لا يستطيعون الحراك يقضون حاجتهم في أماكنهم لأنهم ممنوعون من المرحاض عراة في عز هذا البرد القارس . و وكأننا لسنا في مؤسسة سجنية يرفعون فيها شعار الإصلاح و إعادة الإدماج بل في محج ” بويا عمر ” الذي صفقت جميع الفعاليات الحقوقية و الجمعيات المدنية الوطنية حين تمّ إغلاقه والذي كان أحد تمظهرات التخلّف العميق الذي لا يزال يسود في أوساط المغرب الجديد و كأيّ خطوة جريئة و شجاعة من أجل إعطاء صورة حضارية لهذا البلد ، لكن للأسف الشديد تم افتتاحه من جديد بمصحة سجن تيفلت على أيدي المدير و جلاد الإدارة المركزية ” يونس البوعزيزي ” الذي تشهد له مجموعة كبيرة من سجون المملكة بسوابقه الإجرامية .
و لا يحضرنا في هذا المقام إلا كلمات وزير العدل و الحريات مصطفى الرميد الذي ينفي وجود حالات التعذيب داخل السجون و مراكز الاعتقال الأمنية !!! و الذي نقول له انهض من هذا الكرسي الكبير و لملم أغراضك ، و اقطع المسافة القصيرة على متن سيارتك الفاخرة ، فسجن تيفلت على مرمى حجر من وزارتك الوصية لتقف على العشرات من أبناء هذا الوطن يتعرّضون لجميع أنواع التعذيب القاسي على أيدي جلادي مندوبية السجون بلا رقيب و لا حسيب .
كما نناشد كل الجمعيات الحقوقية الرسمية و المستقلة بعد أن سئمنا و نفضنا أيدينا من مندوبية السجون التي تغطي جرائم هؤلاء الجلادين و هذه العصابة السلطوية ، بأن تعمل من أجل إيفاد لجنة لتقصّي الحقائق و إماطة اللثام على ما يفعله جلادو هذا السجن بأبناء هذا البلد الحبيب داخل أسوار المذلة و العار بتيفلت .
المعتقلون الإسلاميون المتواجدون وسط معتقلي الحق العام بسجن تيفلت
وبه وجب الإعلام والسلام
المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
21 دجنبر 2015