بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده
و بعد يقول الله سبحانه وتعالى : ” وعنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما ” . وبعد
فقد تلقت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين خبر إصابة المعتقل الإسلامي خالد النقيري بسرطان الحلق بأسف و حزن شديدين، كيف لا و خالد النقيري ما زال قابعا في السجون ظلما و عدوانا منذ 19 سنة على خلفية أحداث 16 ماي 2003 حيث تم الحكم عليه ب30 سنة زورا و بهتانا .
هذه الأحداث التي طالبنا مرارا وتكرارا بالكشف عن ملابساتها وعن المدبر الحقيقي الذي كان وراءها . هذه الأحداث التي أكد المعتقلون الإسلاميون في أكثر من مناسبة أنهم لا علاقة لهم بها و أنهم بريئون منها .
فها هو الإسلامي خالد النقيري الذي لم يشفع له شيء عند صناع محنته ليتم إطلاق سراحه ، و الذي انتظره أبوه لسنين طوال و هو طريح فراش المرض لعله يحظى معه بوقت يودعه فيه و يعانقه ويحادثه ، لكنه رحل إلى ربه ولم يحظ لا بوداع ولا بعناق لفلذة كبده حاملا معه مظلمته إلى محكمة السماء لتفصل بينه وبين من ظلموه بالحق فرحم الله أبا خالد النقيري رحمة واسعة .
و نحن في اللجنة المشتركة و منذ سنين و في كافة أنشطتنا النضالية رأينا أمه وهي تتحدث و تبكي و تناشد المسؤولين وتوجه النداءات تلو الأخرى مطالبة بإطلاق سراح أبنائها . لقد رأينا امرأة كافحت وناضلت من أجل فلذة كبدها كما هو حال كل الأمهات والنساء الأخريات، و لكن وللأسف كانت صرخاتها تلقى آذانا صماء وقلوبا متحجرة قاسية . و لسان حالها كان يقول :
أيها الظالم :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
و هكذا تستمر حلقات الظلم في بلادنا و يأبى صناع مأساة أحداث 16 ماي 2003 أن يضعوا حدا لها أو أن يتراجعوا أو يصححوا ولو جزءا يسير من خطئهم ، يأبى هؤلاء أن يعتذروا للضحايا ولعائلاتهم اعتذارا لائقا .
مع العلم أن هذا الخطأ الذي ارتكبوه عن سبق إصرار و ترصد دفع ثمنه ظلما و عدوانا المعتقلون الإسلاميون وعائلاتهم و أطفالهم.
لقد دفع ثمنه شباب ضاعت زهرة شبابهم وراء القضبان بدون ذنب ارتكبوه و لا جرم اقترفوه سوى أنهم كانوا ضحايا لسياسة عالمية ظالمة غاشمة ومن تخندق وراءها من الاستئصاليين في بلادنا.
كما دفع ثمنه أطفال صغار حرموا من آبائهم وعاشوا بين أقرانهم كيتامى الأحياء محرومين من حنان الأب فكبروا وكبرت المأساة بداخلهم و تركت جروحا عميقة بأرواحهم لا تندمل .
دفع ثمنه نساء و أمهات و آباء انتكست صحة الكثير منهم بسبب الصدمة من الأحكام الجائرة التي أقبرت أبناءهم بالسجون لعشرات السنين ،بل الأكثر من ذلك أن الكثير من المعتقلين الإسلاميين أزهقت أرواحهم داخل السجون بسبب الظلم والإهمال و الكثير من الضيم و الجور، و من بقي منهم أصيب بمرض عضال كالمعتقل الإسلامي خالد النقيري والذي كما قلنا أصيب بسرطان الحلق .
و عليه فإننا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين نطالب بإطلاق سراح المعتقل الإسلامي خالد النقيري عاجلا غير آجل وكافة المعتقلين الإسلاميين وطي هذا الملف طيا نهائيا ، محتفظين لأنفسنا بحق الدفاع عنهم جميعا بكل الطرق المشروعة حتى يفتح الله بيننا وبين من ظلمنا بالحق و هو خير الفاتحين ، و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 17 محرم 1443 الموافق ل26-08-2021