الحمد لله ولي المستضعفين و ناصر المظلومين القائل في كتابه الكريم : ” و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما ” ، و الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من بعث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله و بعد ،
تلقت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين خبر وفاة المعتقل الإسلامي عبد الوهاب الربيع بسجن تولال 2 بمكناس بأسف بالغ و حزن شديد، و بهذه المناسبة الأليمة تتقدم بأحر التعازي لعائلته سائلين المولى سبحانه أن يتغمد ميتهم بواسع رحمته، و أن يرزقهم الصبر والسلوان.
و إذ تنبه اللجنة المشتركة أن عدد المعتقلين الإسلاميين الذين يموتون بالسجون المغربية في تزايد مستمر، فإن الجهات المعنية لا زالت لا تريد وضع حد لمعاناتهم، كما لا تريد إنهاء هذا الملف الذي عمر لعقدين من الزمن و نيف، والدليل ما يعيشه المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية من أوضاع حقوقية مزرية حيث التغذية قليلة كما و رديئة كيفا بالإضافة إلى الإهمال الطبي …وغير ذلك من أمثلة تردي الوضع الحقوقي بالسجون .
هذا و يتعرض المعتقلون الإسلاميون لمعاملة تمييزية قاسية خاصة في ظل استمرار اعتماد النموذج الأمريكي لتصنيف السجناء الذي يعرضهم لضغوطات نفسية رهيبة و معاملة حاطة بالإنسانية، فبسجن تولال 2 بمكناس حيث كان يتواجد المعتقل الإسلامي عبد الوهاب الربيع رحمه الله يتعرض المعتقلون الإسلاميون المصنفون ضمن مجموعة (أ) لميز و حيف رهيبين فهم ممنوعون من التواصل بجميع أشكاله مع أي أحد آخر من السجناء كمنع الحديث أو تبادل الأغراض أو الطعام أو أي شيء آخر بحوزتهم.
فهذا و ذاك يضع المعتقل الإسلامي بين المطرقة والسندان و يجعله تحت ضغط رهيب .
و عليه فإن صح ادعاء مندوبية السجون أن المعتقل الإسلامي عبد الوهاب الربيع ” انتحر ” فإننا نحملها و للجهات الوصية مسؤولية إزهاق روحه ظلما . بسبب ما تمارسه من ضغوطات و معاملات قاسية للمعتقلين الإسلاميين عموما، كما نذكرها إن كانت قد نسيت أن المعتقل الإسلامي المذكور ليس أول ضحايا سياستها المتعنتة و غير الرشيدة هي و الجهات المعنية ، فلائحة القتلى تحت الاعتقال طويلة نذكر منهم :
– بونيت قتل تعذيبا بتمارة سنة 2003.
ــ عبد الحق مول الصباط مات كذلك تعذيبا بتمارة سنة 2003.
– خالد بوكري مات بسبب الإضراب المفتوح عن الطعام بأوطيطة2 سنة 2005.
– الشيخ الميلودي زكرياء الذي أدى الإهمال وعدم المبالاة إلى وفاته بأزمة ربو حادة بالسجن سنة 2007.
– وكذلك مات داخل السجن الأخ يونس العينوس .
– والشيخ أمين أقلعي الذي كان يعاني من القلب ولم يتلّق الرعاية الطبية اللازمة توفي بتاريخ 11 /6 /2009 .
– وتوفي رضوان قويبعات بعد خروجه من السجن بشهر تقريبا متأثرا بمرض السل الذي نتج عن ضربه بقسوة أثناء اعتقاله خاصة وأنه كان مريضا .
– كما توفي أحمد بن ميلود عن عمر يناهز 54 سنة بعد إضراب مفتوح عن الطعام دام لأكثر من 65 يوما احتجاجا منه على التعذيب الذي كان يتعرض له وعلى الأوضاع المزرية التي كان يعيشها رحمه الله يوم الخميس 17 ماي 2012 بسلا 2 ، بعد فشل محاولات زملائه في الزنزانة لإنقاذه .
– أيضا توفي المعتقل الإسلامي عبد المالك عبد الصمد بسجن آيت ملول بأكادير بتاريخ 16 ماي 2013نتيجة لإهمال طبي ممنهج .
– من بين الضحايا أيضا المعتقل الإسلامي محمد بن الجيلالي اعتقل في 2003 وقبل اعتقاله كان يعاني من أمراض مزمنة ، ولكن عندما تم اعتقاله لم يراع وضعه الصحي وتم تعريضه لإهمال طبي شنيع، وفي صبيحة يوم الثلاثاء 5 نونبر 2013 فارق المعتقل الإسلامي محمد بن الجيلالي الحياة بمستشفى محمد الخامس بمدينة مكناس .
– كما توفي أيضا بسبب الإهمال المعتقل الإسلامي نبيل الجناتي المحكوم ب5 سنوات . بتاريخ 20 غشت 2014 .
– كذلك توفي المعتقل الإسلامي مصطفى بلخراز يوم الأربعاء 08/10/2014
– كما توفي مؤخرا المعتقل الإسلامي عبد المالك بوزكارن بسجن آسفي .
وكل هؤلاء و آخرين كانوا ضحايا لسياسة ترهيبية أمعنت في إذلالهم و سلبهم حقوقهم حتى سلبت منهم في الأخير حقهم في الحياة . والله المستعان على ما يصفون .
وعليه فإننا في اللجنة المشتركة نطالب الجهات المعنية بالتوقف ووضع حد لهذا النزيف، كما نطالبها بطي ملف المعتقلين الٱسلامبين طيا نهائيا والعمل على إطلاق سراح المعتقلين وإنهاء معاناتهم .
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
والله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين.
بتاريخ: 03 جمادى الآخرة 1443 الموافق ل 06-01-2022
اللهم فرج عن اخواننا المعتقلين