توصّلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ببيان من سجناء قابعين بسجن تيفلت يتحدثون فيه عن قيام الجلاد يونس البوعزيزي بتعذيب سجناء وهذه المرة الضحايا من أصول إفريقية وهذا نص البيان :
بعد الفضيحة التي أدلى بها أحد السجناء في شريط فيديو حول ما تعرّض له بسجن خنيفرة من ممارسات غير آدمية أبانت عن تجرد الجلادين من كل الأحاسيس و القيم ، و هي الجرائم التي طالما حاول الأوصياء على هذا القطاع السجني التستر عليها و إنكار وقوعها و حماية المتورطين فيها ، و بالتالي فهذه حلقة متصلة أصبح الكلام فيها عن حالات معزولة هو ضرب من الاستغفال و الخيال ، و الواقع يؤكد أنها سياسة ممنهجة متّبعة عند البعد الأمني الذي يخلو من كل مقاربة حقوقية ، و الزائر إلى سجون المملكة سيزداد يقينا بهذه الحقيقة الساطعة ، و خير مثال على ذلك سجن تيفلت و رئيس معقله ” يونس البوعزيزي ” و التي بلغت شهرته الآفاق في التنكيل والجلد والسحل ، و الذي حوّل المصحة إلى معتقل أشبه إلى سجن ” ألكاتراز ” أو سجن قارة من سجون العصور الوسطى ، كما حوّله إلى وكر للتعذيب تهدر فيه كرامة السجناء ، و كعادة هذا الجلاد في التّفاعل مع الأحداث أبى هذا الأخير إلا أن يخلّد اليوم العالمي للمهاجر على طريقته الخاصة حيث قام في بحر هذا الأسبوع و بالضبط مساء الثلاثاء بممارسة هوايته المفضلة و التي استحق عليها اسم جلاّد بدرجة ممتاز بأبعاد و شهرة دولية ، حيث الضّحية هذه المرة معتقلين من دول إفريقية ، أحدهما نيجيري و الآخر من غانا و الآخر من غينيا ، و الاعتداء تمّ عليهم بكل وحشية على مرأى و مسمع من كل السجناء و الكاميرات الإلكترونية و ذلك بألفاظ بذيئة و شتائم عنصرية ممزوجة بأنواع من الضرب و الركل و الرفس في جميع أنحاء أجسامهم و هذا كله أمام مسمع و مرأى الموظفين و منسّقي المندوبية .
و هكذا فإنه يتّضح و بجلاء أن إدارة سجن تيفلت و من ورائها المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج ضالعة في كل هذه التجاوزات اللاأخلاقية و لها تصور سلبي في معاملة المغاربة و رعايا الدول الإفريقية على حد سواء ، التصور الذي فيه كثير من الازدراء و العنصرية ، و لا يصبّ في مصلحة المملكة ، بل يتماهى مع ادعاءات خصوم هذه الدولة الذين يتاجرون بملف حقوق الإنسان كأداة ضغط ، الشيء الذي يوفره يونس البوعزيزي لملف حقوق الإنسان كأداة معاكسة لقضية الصحراء المغربية .
فمتى يا ترى ستستيقظ هذه الإدارة المتعجرفة من سياستها العقيمة و تعود عن غيّها و تنخرط بكل جدية في محاربة التعذيب بوضوح و شفافية ؟؟؟ .
وبه وجب الإعلام والسلام
المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
27 دجنبر 2015