توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بنسخة من مراسلة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لعدد من الجهات الرسمية بخصوص المعتقلين الإسلاميين هذا نصها:
الرباط في: 19-02-2016
إلى السيد رئيس الحكومة – رئاسة الحكومة– الرباط
السيد وزير العدل والحريات – وزارة العدل والحريات – الرباط
السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان– المجلس الوطني لحقوق الإنسان- الرباط
الموضوع: طلب التدخل العاجل من أجل الاستجابة للمطالب المشروعة لمعتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية بعدد من السجون.
تحية طيبة وبعد،
تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بقلق بالغ، ما تنشره بعض الجرائد الوطنية والمواقع الالكترونية، أو ما تحمله عدد من البيانات التي تتوصل بها من العائلات، أو التي تعممها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، حول انخراط العديد من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية في مجموعة من السجون، في أشكال احتجاجية متنوعة؛ بدءا بتوجيه شكايات للمسؤولين، مرورا بخوض إضرابات لا محدودة أو إنذاريه عن الطعام، والقيام بالجلوس/ اعتصام بشكل جماعي في مكان واحد مع تسليم الإدارة 3 مراسلات مُوجّهة لكل من وزير العدل والحريات والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوبيّة العامة لإدارة السجون، أو بإقدام البعض منهم على خياطة أفواههم، أو شرب سائل التنظيف “جافيل”؛ وذلك من أجل لفت انتباه المسؤولين إلى مطالبهم العادلة والمشروعة، وهو ما قابلته إدارة السجن بالتهديد والوعيد والقمع، وإنزال العقوبات الانتقامية كتنقيل البعض إلى سجون بعيدة عن أسرهم، عوض فتح الحوار والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة.
ويمكننا أن نسوق الأمثلة التالية:
1- خوض ثمانية عشر من معتقلي مايسمى بالسلفية الجهادية وهم : العمراوي محمد 3357 هشام الطالبي 3352 الخمليشي عبد الواحد 3309 العريبية عبد العزيز 3354عماد سدراتي 3362 الهسكوني محمد 3318 اسماعيل لمهيدي 2451 الكرعاوي بدر 3541 أيوب الوهابي 3595 لهيشو هشام 3310 مصطفى شتوان 3359 اليوسفي محمد 3132 سعيد البهلولي 3292 سعيد الحطوني 3313 عبد الله أدكوش 3594 نبيل شداد 3560عبد العزيز فرحي 3315 السحنوني اليعقوبي أحمد 3596، والموجودين بالطابق السفلي لحي -أ- وسط معتقلي الحق العام ، إضرابا لامحدودا عن الطعام بسجن تيفلت منذ 08 يناير 2016 ، احتجاجا على المعاناة التي يوجدون فيها ، حيث السبّ المتكرر والمستفز للذات الإلاهية من طرف سجناء الحق العام ، و كثرة الروائح الخانقة بسبب التدخين ، و ممارسات أخرى تمسهم في معتقدهم، وذلك للمطالبة ب:
– العزل عن سجناء الحق العام على مستوى السكن والزيارة؛
– عدم منع الأقارب من درجة الأصهار من الزيارة؛
– توفير مؤونة غذائية متوازنة و نظيفة، والسماح بإدخال المؤونة الغذائية من خضروات وفواكه ولحوم، التي منعت عنهم بشكل شبه شامل؛
– توفير مكان للاستحمام.
و في الوقت الذي كان المضربون عن الطعام، بسجن، تيفلت ينتظرون من الإدارة الاستجابة لمطالبهم تلك، فوجئوا بإقدامها على:
* توزيع عقوبات انتقامية منهم تراوحت بين 15 يوما إلى 3 أشهر من الزيارة المشبكة بسبب احتجاجهم؛ حيث اعتبرت ما قاموا به – بشكل حضاري – من تنظيم وقفة للمطالبة بحضور مسؤول لمعالجة مشاكلهم تمردا.
* توجيه المعتقل السلفي محمد حاجب شكاية إلى المندوب العام لإدارة السجون بخصوص الاستفزازات التي يتعرض لها من طرف رئيس المعقل يونس البوعزيزي، والتي يخشى معها على حياته، قصد مساءلته عن التعذيب الذي أشرف عليه في حقه سنة 2011 بسجن سلا 2، والذي تسبب في إصابته بعاهة مستديمة على مستوى أذنه اليسرى، أو تحديد من يحميه حتى يظل بعيدا عن أية مساءلة أو عقاب.
* منع إدارة سجن خريبكة معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية ،من أداء صلاة الجمعة جماعة كما جرت العادة يوم الجمعة 05-02-2016 بدون أيّ سبب أو مبرّر يذكر، في حين سمحت لسجناء الحق العام بذلك؛ كما أن رئيس معقل سجن خريبكة قد منع، في نفس اليوم السالف ذكره، المعتقل السلفي عبد الحميد العبدلاوي من استعمال الهاتف العمومي، بدعوى أنه يستعمل ألفاظا مبهمة في حديثه مع أسرته، كما تُخضع مكالمات معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية مع ذويهم لتّنصّت، ولا يسمح لهم باستعمال الهاتف إلا لوقت وجيز.
* قيام نائب رئيس معقل سجن مول البركي، بالاعتداء بالضرب المبرح، على المعتقل السلفي زكرياء بوكرشة، حتى أدمى وجهه، وذلك بسبب دفاعه عن حقه في طلب اللقاء برئيس المعقل .
* قيام المعتقل السلفي عبد الصمد الشردودي رقم الاعتقال 1818 ببلع 3 بطاريات راديو، احتجاجا على تعنيفه وإهانته بتعليقه من طرف مدير سجن مول البركي.
* استمرار تعرض المعتقل السلفي عبد الصّمد البطار، بسجن مول البركي بآسفي، تحت رقم 432 لسلسلة من الإجراءات الانتقامية والاستفزازية والاعتداءات من طرف مدير سجن مول البركي “مصطفى الحمري”؛ رغم أنه سبق وراسل مختلف الجهات المعنية الحقوقية والقضائية عن طريق إدارة السجن يشكو فيها مما يعانيه من خروقات حقوقية وقانونية، إلا أن الإدارة تمتنع عن إرسالها، بما في ذلك إشعارات الإضراب المفتوح عن الطعام، بالإضافة إلى تلفيق تهم مبنية على الكذب من طرف المدير من قبيل التحريض وعدم الامتثال للنداء.
والمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يراسلكم السيد رئيس الحكومة، والسيدين وزير العدل والحريات ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل:
1ـ التدخل العاجل قصد حماية الحق في الحياة المنصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان المصادق عليها من طرف بلادنا، وكذا في الدستور المغربي في مادته العشرين بالنسبة للمضربين عن الطعام، وبالإسراع في إلزام المسؤولين المعنيين بالتعاطي الايجابي مع المطالب المشروعة للمعتقلين المضربين عن الطعام، والتدخل العاجل لدى المندوب العام للسجون، لحمل الإدارات المحلية على وقف التضييق والتعسف ضدهم، واحترام حقوقهم و كرامتهم وكرامة عائلاتهم.
3ـ فتح تحقيق عاجل بشأن ما يتعرض له هؤلاء المعتقلون من ممارسات لا إنسانية، تشكل انتهاكا صريحا لاتفاقية مناهضة التعذيب وكل ضروب سوء المعاملة، المصادق عليها من طرف المغرب، وللقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، الصادرة عن الأمم المتحدة، وللقانون المنظم للسجون 23/98، قصد إنصاف المعتقلين ووضع حد للإفلات من العقاب .
وفي انتظار تدخلكم المنشود تقبلوا، السادة رئيس الحكومة ووزير العدل والحريات ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبارات مشاعرنا الصادقة.
عن المكتب المركزي
الرئيس : أحمد الهايج