رسالة مفتوحة من معتقلي ” السلفية الجهادية ” بالسجون المغربية إلى رئيس الحكومة بمناسبة مرور 5 سنوات على اتفاق 25 مارس 2011


توصّلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين برسالة مفتوحة من معتقلين إسلاميين بالسجون المغربية إلى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران يطالبونه بضرورة تفعيل اتفاق 25 مارس 2011  وهذا نصّ الرسالة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حضّ عباده على الوفاء بالعهود و الصلاة و السلام على من جعل نكثها من صفات أهل الزيغ و الصدود و على الآل الأطهار و الصحب الأبرار و من سلك سبيلهم حتى نيل عقبى الدار وبعد ,

يؤسفنا يا رئيس الحكومة أن نصدر رسالتنا بصوغ الخطب المذكرة بالالتزام بالتعهدات و الوفاء للاتفاقات و حفظ المواثيق ؛ فلست أنت من تذكر و ليس مثلك من ينبه قياسا مع سابق خرجاتك و سالف طلاّتك ؛ و لعلمك أكثر من غيرك بطبيعة الملف و تفاصيل القضية و تشعّبات الطبخة ؛ تعلم أكثر من غيرك أن حجم الظلم فظيع فظيع ، أكل عقدا و ثنى بآخر و الوضع يزداد سوءا و المشهد يزداد قتامة و تقيحا ؛ جمع أغلبنا أغراضه و حزم حقائبه و هيأ آله و خلانه لاستقباله عند مجيئكم و إمساككم للمقود و اعتلائكم المقطورة ؛ كيف لا و القادم له طيف الدين و يحمل شارة الهوية و يتمنطق بحزام المبادئ و أضف إلى ذلك  احتكاكه بهكذا أجواء و علمه اليقيني بمجاهيل الملفقين و المزورين و الظلمة ؛ لكن تبخرت المنى و ذهبت التمنيات الزائفة أدراج الرياح و بدأنا العدّ من صفرنا الذي بدأنا منه إن لم نكن قد تموقعنا تحته ؛ كنا نترقب فتح الأبواب بعد اطمئناننا لوعد ظننا أهله يموتون دونه ؛ فإذا بنا نصطدم بالواقع الجديد الأقسى و الأوجع و الأنكى ؛ واقع ليس كسابقيه إذ علا فيه منسوب الفظاعة و ارتفعت فيه سومة البشاعة و الخلاعة و لا صوت فيه يعلو فوق صوت الكرباج و الهراوة و تمريغ الكرامة .

 لا تغضب يا رئيس الحكومة إذا قيل لك بأن عصر سابقيك كان أرحم و عهدهم كان ألطف و أرأم !!! فلم نترك في عهدهم لجلادين عتاة استباحوا فينا كل شيء  و لم نلق لجلاوزة قساة امتلأت قلوبهم حقدا و غلا و ضغينة ؛ أجهزوا على ما حصّلناه من مكاسب و سطوا على النّزر اليسير المتحصّل من حقوق و فتحت صفحات تنزيل الدستور الجديد ؛ و لما لم يشف لهم الغليل استوردوا من أمريكا – زعموا – ياسق عصر المجرمين و طحن المارقين و كسر الآبقين ، لأن السجين درجات و حقنا مربّع المتوحشين الذي يجب أن يروض بوصفة العم سام المرطبة للرؤوس الجامدة ؛ منعوا كل شيء و صادروا كل شيء و قتلوا فينا كل ذرة كرامة تحت شعار الانسنة و التخليق ؛ و ما يؤسف له و يدمي الفؤاد أن ما يجري و مايقع تحت إشرافكم و منسوبا لوصايتكم و مذيلا بتوقيعاتكم . حتى و إن زعم الزاعم أنكم لا تملكون قرارا و لا تصنعون فعلا مؤثرا و أن المظلة شكلية و الرئاسة شرفية .

 يا رئيس الحكومة إنه لمن العار أن يقلب المرء معطفه خضوعا لنزوة توافقات السلطة ، و يدوس على مبادئه تناغما مع أطيط الكرسي و رغبات أهل الاستئصال  فالتجربة منتهية لا محالة و مخلفاتها ستدين المرء ما عاش و ظل حيّا .

 اتفاق 25  مارس واقع ما له من دافع و شهد عليه مصطفى الرميد و محمد الصبار و عاشوا تمخّضاته و بدورهم صاغوا بنوده ، و هو معلق على كواهلكم أقررتم أم أنكرتم و لا زلنا متشبتين و نطالبكم بتفعيله فلقد قلت ذات يوم بدار لبريهي كفى و نذكرك بأنها قد مر عليها خمس حجج و ما كفيت و لا شفيت . و إلى حين البرّ بالعهود ندعوكم إلى كبح جماح التامك و وضع حد لساديته و فرملة قسوته و غطرسته ،فو الله إنه ليمضي بمشاتلكم نحو مجهول أغواره سحيقة و مخرجاته كارثية و مدمرة تزعم التخليق و الأسنة و في طياتها التوحش و الطغيان و الجبروت ؛ يرفع شعار الادماج للتمويه و يخفي تحته طحن الكرامة و اغتيال كل معاني الانسانية ؛ ندعوكم لوقف عربة مزاجيته مادمتم أنتم الرئيس و هو المرؤوس ؛ فإن كان فقط على الورق فأنبئونا و إن كانت الكلمة نافدة ” فوريونا حنة يديكم “.

 

و به وجب الإعلام

 معتقلون إسلاميون بالسجون المغربية

 25-03-2016

شارك هاذا المقال !

لا توجد تعليقات

أضف تعليق