توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين برسالة مفتوحة للسلطات و المنظمات الحقوقية و الرأي العام تسرد فيها قصة معاناة المعتقل الإسلامي حسن الحسكي الذي سلمته إسبانيا للمغرب و تطالب من خلالها بإنصافه، هذا نصها كما وردت :
حسن الحسكي : قصة مظلوم في سطور
حسن الحسكي اسم تردد في وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية على أنه إرهابي خطير ومتهم في تفجير قطارات ، ولكن الحقيقة شيء آخر فحسن الحسكي مجرد مواطن مغربي خرج إلى الديار الأوربية من أجل لقمة العيش وشاءت الأقدار بعد حادثة التفجيرات في مدريد أن يندرج اسمه في بعض تحقيقات المخابرات الأوربية مما حدا بالمخابرات الإسبانية لاعتقاله وتقديمه للمحاكمة – وبعد التحقيقات المراطونية والتنقيب أثبت للمحاكم الإسبانية أنه لاعلاقة له بتفجيرات مدريد، وإنما له علاقة بجماعة “إرهابية” مغربية وحكم عليه ب 15سنة ابتدائيا وخفضت إلى 14سنة استئنافيا حيث عانى حسن الحسكي الأمرين من تعذيب جسدي و نفسي من طرف السلطات الإسبانية حتى استنجد بالسلطات المغربية وطلب مرارا قضاء عقوبته في المغرب ودائما يصدم بالرفض من طرف السلطات الإسبانية و عدم مبالاة من طرف السلطات المغربية .كل الدول التي تحترم أنفسها تقف إلى جانب مواطنيها في حالة الشدة والمحنة إلا نحن المغاربة لا قيمة لنا عند دولتنا و المخابرات المغربية تعلم علم اليقين أن حسن الحسكي مواطن مغربي عادي يحب الخير لبلده المغرب ولا علاقة له بأي أحداث أو تفجيرات.
وبعد مدة طلبت السلطات المغربية من السلطات الإسبانية تسليم حسن الحسكي ليحاكم في المغرب وبالفعل ثم تسليمه إلى المغرب .وحوكم بالبراءة ابتدائيا ليرتفع الحكم استئنافيا بقدرة قادر إلى 10سنوات سجنا..وتخيلوا معي هدا الفرق الكبير بين الحكمين..ولكم أن تستنتجوا أشياء مهمة …..الحكم بالبراءة هو الأصل لأن الملف فارغ ولا يستحق المتابعة…لا أدري ما الذي رآه القاضي في مرحلة الإستئناف حتى رفع الحكم إلى 10سنوات. ..إلا أنه تمت تدخلات و إملاءات. .لا أعلم هل المحاكمة برمتها قانونية لأن ما توبع عليه في اسبانيا نفسه الذي حكم عليه به في المغرب …فكيف يحاكم على شيء مرتين ….
الشيء المر والظلم بعد الحكم الجائر عليه في المغرب هو طلبه البقاء في المغرب وقضاء عقوبته في المغرب ولكن السلطات المغربية لم تسمع لطلب مواطن من مواطنيها وسلمت حسن الحسكي إلى إسبانيا بالقوة والقهر ورغم وجود اتفاقية تبادل السجناء بين المغرب و إسبانيا لم يتحرك وزير العدل ولا من فوقه لا من دونه ..من أجل هذا المواطن المغربي المظلوم والمظلوم والمظلوم.
عاد مجددا إلى إسبانيا التي لقي فيها أنواع التعذيب المختلف ووضع في سجن من أسوأ السجون في إسبانيا حيث كبار المجرمين والمجانين الذين لا ينقطع صياحهم وضربهم على الأبواب، قضى 14سنة في زلزالة انفرادية ولم يستفد من أي زيارة طيلة هذه المدة، قدمت طلبات وطلبات من طرف أهله لزيارته ولكن طلبه وطلبات أهله قوبلت بالرفض، خلال هذه المدة كان يطلب دائما الترحيل إلى المغرب لقضاء عقوبته لكن السلطات الإسبانية كانت ترفض دائما بدون مبرر و السلطات المغربية في سبات دائم ولا يهمها أمر هذا المواطن المغربي المغلوب على أمره.
مرت سنوات والأسى والألم يزداد يوما بعد يوم خاض فيها عدة احتجاجات واضرابات متكررة عن الطعام إلى أن أصبح حسن الحسكي نحيفا، و قد كان يعاني من البرد القارس في السجن ولكنه صبر ممنيا النفس بأن يطوي الله الأعوام رغم أنها تمر صعبة على والديه و أولاده وإخوانه حيث بمرارة حسرة ما تعرض له حسن مرض أبوه وبقي سنوات طريح الفراش إلى أن وافته المنية ولم يرى ابنه الأكبر وما زالت أمه تعاني المرض جراء سجن ابنها وتمني النفس بلقاءه.
مرت السنوات بطيئة عليه داخل سجنه إلى أن أتم 14سنة كاملة و إذا بالسلطات الإسبانية تفاجئ الحسكي بالتفتيش والتضييق مرة أخرى ومحاولة إلصاق تهمة أخرى من العيار الثقيل وهي تكوين جماعة إرهابية من داخل سجنه الإنفرادي وهو منقطع عن العالم!
ولا تستغربوا ! فهذه التهم لا كمثيلاتها يلصقونها بمن شاؤوا ولا من يتكلم ولا من يعترض …ما دام في القضية “إرهاب” مما جعل الأسرة توكل محاميا إسبانيا ليتابع القضية من أولها و بكل حيثياتها و تفاصيلها و بالفعل نجح في إثبات أن الحسكي ليس عليه شيء و لن يتابع قضائيا لكن مددت سجنه 6 أشهر و هي الأشهر التي قضاها الحسكي يحاكم فيها في المغرب رهن الإعتقال!
ولكن الآلام و الأحزان التي عانى منها حسن الحسكي في هذه المرحلة حطمت نفسيته و أعصابه ففي الوقت الذي كان يعتقد فيه أنه على مشارف مغادرة السجن فوجأ بمحاولة الزج به في ملف آخر لإبقائه أطول مدة في السجون الإسبانية.
سلم للمغرب بعد أن قضى 14 سنة وستة أشهر على أمل أن تأخذ السلطات المغربية بعين الإعتبار المدة التي قضاها بالسجون الإسبانية و ما عاناه و كذا محاكمته على خلفية نفس القضية بدولتين مما يحتم إطلاق سراحه فور وصوله للمغرب لكن الغريب في الأمر هو رفض القضاء المغربي طلب دمج الحكمين و الإبقاء عليه رهن الإعتقال!
فمتى ستنتهي هذه المعاناة وحدة المأساة والسلطات المغربية تعلم علم اليقين أن الحسكي حسن ليس له
لا ناقة ولا جمل في هذا الملف الذي زج به فيه …..فلذلك نطلب من السلطات تصحيح هذا الوضع و ذلك بتمتيع الحسكي حسن بالبراءة، ونطلب من المنظمات الهيئات الحقوقية الدولية و الوطنية التدخل لإنصاف هذا المواطن الذي يطلب حريته التي سحبت منه لأكثر من عقد و نصف وسببت له و لعائلته المعاناة والاحزان.
عائلة المعتقل الإسلامي حسن الحسكي
القابع بسجن مول البركي بآسفي.
07-01-2020
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ 12 جمادى الأولى 1441 الموافق ل 08-01-2020